خمسة أمتار أو أقل بقلم:سيف حرب
تاريخ النشر : 2020-06-06
خمسة أمتار أو أقل

كانت عذراء،إن رآها الماء غض طرف الطهارة باستحياء، تجيء، وتروح، تحملها النسائم وتُجلسها أغنيات الليل، تخطف من الشارع إنارته، ومن الحقل أجمل وردة ، تنادي فتعزف قيتارة فتطرب السامع، يصفق الجمهور فتأخذها العبرات خلف كواليس المجهول.

- وبلا استخارة اختارت تلك الطريق، بلا دليل، تركض فيه تسقط ولا تنهض إلى أن يُنار الشارع، تمضي مسافات خمسة أمتار أو أقل، تنادي لتُسمع من خلف الوادي فتجيبها شفتاها، تسقط في الحقل، تتوه بين الأشواك، تنفض عن ثوبها بقايا ورد يابس، تشهق مرة أخرى، وأخرى لتلتقط النفس فيخرج منها كارهًا.

- غافلة مناسك الطريق، مندفعة نحو قارعته، يراها البعيد تبكي تُغرق خدها بالندم ببقايأ صوت التصفيق والحماس ، دون أن يقترب يضع كأس ماء على تلك القارعة، فتُعَجل في الطريق تقطع ما تبقى من المسافات، خمس أمتار على الأكثر، لتصل الى كأس ماد لم يغض طرفه وبكل كبرياء انسكب على ثوبها دون أن تشرب.

- على القارعة واقفة ثُكلت بلا أطفال ورملت دون زوج يفقدهُا تلك العذرية، ولا اغنيات تُجلسها، من تعب المسافات كانت خمسة أمتارٍ أو أقل.

-سيف حرب