المعركة على الأبواب بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2020-06-06
المعركة على الأبواب بقلم:خالد صادق


المعركة على الأبواب
خالد صادق
المسجد الاقصى يمر بأخطر مراحله حيث يسعى الاحتلال الصهيوني لفرض واقع جديد داخل باحات الاقصى يبدأ بتقسيمه زمانيا ومكانيا, مرورا بمحاولة تهويده والسيطرة عليه كما يحدث اليوم في الحرم الابراهيمي الشريف بالخليل, وانتهاء بهدمه واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, وقد حذرت مؤسسة القدس الدولية من تسريبات نشرتها صحيفة إسرائيلية تحدثت فيها عن مفاوضات سرية إسرائيلية سعودية أميركية، لمنح الرياض دورا في المسجد الأقصى المبارك ضمن ترتيبات ما تعرف «بصفقة القرن»، في محاولةٍ لدفع الأردن إلى مزيد من التنازلات في ملف إدارة الأقصى. وقالت الصحيفة إن الأردن رفض في البداية ثم ليّن موقفه بعد هبة باب الرحمة عام 2019، ليقبل بحضورٍ سعودي، مدفوعا بما اعتبرتها رغبته في مواجهة النفوذ التركي المتزايد في القدس، والذي تروّج الصحيفة لكونه يهدد الوجود الأردني. وادعت أن الأردن وافق على دور سعودي لحاجته إلى التمويل والدعم في مواجهة الدور التركي, ونقلت قناة الميادين اللبنانية، بنوداً مسربة من صفقة القرن، التي طرحتها الإدارة الأمريكية، ونص جزء من هذه البنود، على أن يتم نقل الوصاية على المسجد الأقصى والمقدسات من المملكة الأردنية الهاشمية إلى المملكة العربية السعودية, رغم ما نصت عليه اتفاقية وادي عربة، التي أقرت بالوصاية الأردنية الأبدية على المسجد الأقصى والمقدسات.

الصراع الهاشمي السعودي على الوصاية على الاقصى يتم بتهميش واضح لدور الفلسطينيين, وانكار صريح لموقفهم من ذلك, رغم ان الفلسطينيين يدافعون عن المسجد الاقصى بدمائهم واشلائهم ويقدمون عظيم التضحيات لأجله, ويتعرضون لكل اشكال القهر والعنصرية, ويقتصر دور السعوديين والهاشميين على الوصاية المالية الشكلية على المسجد الاقصى, ففي معركة باب الرحمة التي فجرها المقدسيون في وجه الاحتلال لم يبرز أي موقف رسمي عربي او اسلامي حقيقي لمواجهة سياسة الامر الواقع التي اراد الاحتلال فرضها على المقدسيين داخل المسجد الاقصى, وبما ان هناك صراعاً ثلاثياً اردنياً سعودياً سلطوياً على الوصاية والسيادة على الاقصى فان الاحتلال استغل ذلك لتمرير مخططاته واهدافه العدوانية داخل الاقصى, وما تحدثت به بنود صفقة القرن يهدف إلى زرع الفتنة بين الأمة العربية، كي يستطيع الاحتلال استغلال ذلك لتمرير سياساته وفرض واقع جديد داخل المسجد الاقصى, فالأردن لا يريد أي شريك له في الوصاية على الاقصى, لكن صفقة القرن التي فرضت عليه, تعطي اسرائيل الحق في السيطرة على الاقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا, والاردن الذي تحكمه معاهدة سلام مع الاحتلال لا يستطيع مواجهة اطماع الاحتلال في الاقصى, وهو يحتاج لغطاء رسمي عربي لتمرير مخطط البدء بالتقسيم الزماني والمكاني في الاقصى حتى لا يتحمل وحده وزر ذلك.
وسائل إعلام الاحتلال كشفت عن وجود «مفاوضات سرية بين السعودية و»إسرائيل» برعاية الولايات المتحدة الأمريكية حول الأقصى, وذكرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية أن المحاولات المختلفة لمشاركة الأردن دوره في الأقصى، تأتي في سياق التفريط والتمهيد لتطبيق صفقة القرن وليس استجابة لحاجة موضوعية في القدس المحتلة، ما يجعل تلك المحاولات خطرا يجب إحباطه, هذا التسريب؛ هو عمل سياسي مقصود لإيصال رسائل سياسية أكثر مما هو خبر إعلامي؛ تقول للأردن إن السعودية معها الولايات المتحدة تدعمها للحصول على دور في القدس, فهل تخوض المملكة العربية السعودية هذه المغامرة, وتقدم الاقصى كقربان للاحتلال الصهيوني والادارة الامريكية لأجل الموافقة على وصايتها على الاقصى, التي تحلم بها منذ عشرات السنين, وهل يكون لقاء محمد بن سلمان برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو المزمع الترتيب له حسب الصحافة العبرية خلال المرحلة المقبلة هو بداية تنفيذ مخطط الوصاية السعودية على الاقصى, وهل يتم جلد الاردن بعصا التدخل التركي والايراني المزعوم في الاقصى للموافقة على الوصاية السعودية عليه, الواضح ان هناك رغبة اسرائيلية امريكية لحضور سعودي في الاقصى, ويبدو أن هناك وعود سعودية لإسرائيل بتمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني في الاقصى, لكن هؤلاء يتجاهلون ان للأقصى جنوداً تحميه, وان المقدسيين لن يقفوا ليتفرجوا على مخطط الاحتلال في الاقصى, وان معركة المواجهة قادمة لا محالة, انها المعركة التي يستعد لها الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة, ولن تستطيع السعودية والاردن وامريكا و»اسرائيل» ولا حتى السلطة التي تعجز عن فضح مؤامراتهم تمرير أي مخططات داخل الاقصى ولن يسمح بفرض أي واقع جديد داخله, فالأقصى خط احمر وهو مفجر الانتفاضات في تاريخ الصراع مع الاحتلال, ان موجة ثورية هائلة يستعد لها شعبنا لمواجهة خطر الضم والسيطرة على الاقصى, وربما لا ننتظر كثيرا فالمعركة على الابواب .