اليرموك وإذاعة دمشق بقلم علي بدوان
تاريخ النشر : 2020-06-05
اليرموك وإذاعة دمشق بقلم علي بدوان


اليرموك وإذاعة دمشق بقلم علي بدوان

لمدة نصف قرن كامل، كانت إذاعة صوت فلسطين من دمشق تصدح مساء كل يوم مع إفتتاح بثها بعدة عبارات نثرية هي أقرب الى أبيات شعرية قصيرة ومغناة وبالصوت الجهوري لصاحبها الشاعر الفلسطيني الراحل يوسف الخطيب، الذي رحل قبل أعوامٍ قليلة. العبارات النثرية المغناة، كانت تقول في مطلعها :

الى عرب النكبة عزة الثورة،

الى الزاحفين غداً على بطاح الجليل وصحراء النقب،

الى رافعي العلم العربي في سماء يافا وقمة الكرمل،

اليكم صوت فلسطين من دمشق

****************

تلك الإفتتاحية، كانت تُطرب آذان المستمعين، كما كانت تترك نشوة غامرة واحساس وطني غير إعتيادي لدى سماعها من أبناء فلسطين في الداخل عام 1948، واللاجئين منهم في سورية، الذين كانوا يتوافدون الى مبنى إذاعة صوت فلسطين بدمشق الكائن في شارع النصر وبعد ذلك في ساحة الأمويين، طوال أكثر من ثلاثة عقود، لإرسال رسائل صوتية الى ذويهم في فلسطين المحتلة عام 1948 قبل أن تتطور وسائل التواصل والإتصال.

فقد كانت اذاعة دمشق وبرنامج صوت فلسطين هي المعبر وصلة الإتصال بين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وأقاربهم ممن تبقوا في مناطق الجليل شمال فلسطين وفي مدن عكا وحيفا ويافا واللد ومنطقة النقب.

كاتب هذه السطور كان واحداً من فلسطينيي سوريا، من الذين وجهوا عبر إذاعة صوت فلسطين من دمشق رسالة سلام لجده وجدته وأخواله وخالاته وعموم أقاربه في حي وادي النسناس في مدينة حيفا، ولأعمامه في باقي فلسطين، كان هذا في العام 1969 ولم يكن يبلغ من العمر تسع سنوات. كما كانت والدته قد وجهت رسالتها لذويها عدة مرات.

كان السلام عبر موجات إذاعة دمشق ينتهي بعبارة واضحة : (إننا لعائدون).