وجهة نظر مدرس المرحلة الراهنة بقلم:خليل البخاري
تاريخ النشر : 2020-06-05
وجهة نظر  مدرس المرحلة الراهنة
ان تقدم الدول وقدراتها على مواجهة التحديات والاكراهات يرتكز على موضوع اساسي جوهري وهو إعداد المدرس لمواكبة التطورات العالمية واللحاق بركب الامم المتقدمة.
ان عديدا من المدرسين ببلادنا يمارسون طرقا تقليدية في التدريس في ضوء التغير المتسارع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعولمة النشاط الإنساني. فالمدرس هو الركيزة الاساسية الحاسمة في مدى نجاح جهود عملية التربية في تشكيل اتجاهات الافراد ونظرتهم الى الحياة يأتي في موضع القلب من منظومة العناصر المتفاعلة في عملية التربية.
يواجه المدرس في الوقت الحالي مجموعة من التحديات أبرزها التحدي الثقافي، فالعصر الحالي يشهد صراعا ثقافيا يهدد سلوكيات وقيم المجتمع لذا فالمدرس مطالب بدوره في تعميق شعور ثلامذته بمجتمعهم وتوضيح القيم من الرخيص لهم مما ينقل عبر وسائل الإعلام والأدوات التكنولوجية. اما التحدي الثاني فهو التربية المستدامة، فالمدرس مطالب بمراعاة مجموعة من الجوانب لتحقيق التنمية التربية المستدامة وهي التعلم للمعرفة ويتضمن كيفية البحث عن مصادر المعلومات وتعلم كيفيةالتعلم للافادة من فرص التعلم مدى الحياةوالتعلم للعمل اي إكساب الثلميذ الكفايات التي تؤهله بشكل عام لمواجهة المواقف.واخيرا التعلم للتعايش مع الآخرين وذلك باكساب التلميذ مهارات فهم ذواته وإدراك اوجه التكافل فيما بين الثلاميذ وإزالة الصراع وتسوية الخلافات.
ومن بين التحديات الاخرى التي يواجهها المدرس في الوقت الراهن تحدي قيادة التغيير. فالمدرس هو القائد الفعلي للتغييرالجوهري في المجتمع. ومهنة المدرس في المستقبل اصبحت مزيجا من مهام القائد لمشروع وناقد وموجه ومساعد اجتماعي.
وهناك تحدي آخر ويتعلق الامر بثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. فالمدرس لم يعد مطلوبا منه الاقتصار بنقل المعلومات بل اصبح المطلوب منه تنمية القدرات والكفايات. وبخصوص تحدي تمهين التعليم.فنحن بحاجة الى ثورة لتمهين التعليم وذلك باتخاد السبل الكفيلة بجعل التعليم مهنة ترقى لمصاف المهن المتميزة كالمهندس والطبيب والمقاولاتي والاعلامي....ويتطلب التمهين توافر ثقافة واسعة وقدرات متميزة لدى المدرس كالحرية في الاختيار واستخدام التكنولوجيا والتحول الى مصمم محترف لبيئة التعليم وأدواتها.
اذا كان التعليم له نموذجه الخاص وإذا كانت هناك مهارات ينبغي ان يتقنها المدرس. فما هي المهارات التدريسية التي ينبغي ان يتقنها المدرس والتي من شأنها ان تكسب التلميذ مهارات مفيدة؟  من ابرز هذه المهارات :مهارات فن التدريس وتدبير الفصل الدراسي /مهارة التواصل والتكنولوجيا /مهارات روح المبادرة والتفكير المتضامن.
وعلى مدرس المرحلة الراهنة ان يكون نموذجا وقدوة لزملائه في العمل وكذلك في المثابرة وقائدا يدبر ثلامذته من حيث قدراتهم وانماطهم ومكوناتهم الثقافية. كماعلى مدرس الوقت الراهن ان يكون محاورا يهيئ الفصل الدراسي، يحاور ثلامذته ويشجع روح المبادرة لديهم.
كما على المدرس ادارة التفاعل الصفي المتمثل في أنماط التواصل بين مكونات العملية التعليمية. فالتفاعل الصفي له دور كبير في اداء  الثلاميذ التحصيلي وفي انماط سلوكهم. فهو وسيلة التعليم والتعلم وسببل تطور روح الفريق والطريق الى إنشاء علاقات يسودها التفاهم بين المدرس والتلميذ وبين التلاميذ أنفسهم. ومن بين عوامل التفاعل الصفي والتواصل الفعال : الاصغاء، المشاركة في النقاش وهي فرصة للمدرس لتنظيم المناخ الصفي الذي يحفز الثلاميذ على طرح الأسئلة وايجاد اجوبة لها /الاستجابة اي استجابة المدرس لمكونات الوضع التعليمي.
وصفوة القول اذا كانت هناك إرادة قوية ورغبة في الارتقاء بمستوى المنظومة التعليمية على الجهات الوصية على قطاع التربية والتعليم التركيز على تكوين الموارد البشرية باعتبارها الراسمال الحقيقي واللامادي.فالاهتمام بتكوين العنصر البشري سيساعد على تخريج مواطنين ملتزمين بقضايا المجتمع والوطن قادرين على المساهمة بحيوية وإبداع في اخراج بلدنا من المشاكل التي يتخبط فيها قطاع التربية والتعليم.
خليل البخاري  باحث تربوي