ماذا يقف وراء تخبط منظمة الصحة العالمية؟ بقلم: د.أسامة أبو قدوم
تاريخ النشر : 2020-06-04
تراجعت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع عن قرارها في وقف استعمال دواء الكلوروكين في علاج مرضى الكورونا، وعادت لاستئناف التجارب على المرضى باستعمال هذا الدواء، وسبقتها المجلة العلمية the Lancet صاحبة الدراسة الضخمة التي كانت سببا في ذلك القرار وعبرت عن قلقها وحذرت من دقة الدراسة التي أصدرتها وتحدثت فيها عن مخاطر هذا الدواء وضرورة التوقف عن استعماله في علاج مرضى كوفيد 19.
كنت قد تحدثت في موضوع نشرته تعقيبا على وقف استعمال هذا الدواء، وما شاهدته على أرض الواقع وما سمعته من زملاء كثر حول نتائج هذا العلاج الجيدة وكانت تتناقض مع نتائج الدراسة التي تبنتها منظمة الصحة العالمية بشكل كبير، وها هي اليوم تتراجع عن ذلك، وهذا يبين ما تعيشه المنظمة من تخبط في قراراتها وتوصياتها هذه الأيام بشكل واضح.
كذلك لاحظنا التسابق الغريب لبعض الحكومات الغربية مثل فرنسا وبلجيكا بالالتزام بالتوصيات ووقف العلاج في دولهم، مع ان نتائج العلاج عندهم كانت جيدة.
أما دول العالم الثالث فلم تتأثر هذه المرة بهكذا توصيات وبقيت مستمرة في العلاج الذي أظهر تحسنا لدى كثير من المرضى
هنا نقول التالي: قد تكون هذه التوصيات صدرت عن المنظمة بحسن نية نتيجة لتلك الدراسة الضخمة التي أجريت على أكثر من 90 ألف مريض بالكورونا ما دفع المنظمة العالمية إلى تبنيها والتأكيد عليها ولما تراجعت عنها المجلة قامت بالتراجع، وقد تكون بسوء نية واستجابة لضغوطات من هنا وهناك أجبرتها على اصدار تلك التوصيات والدفاع عنها، ولما حصلت ردة الفعل الكبيرة من مختلف الأطباء والعلماء على هذه التوصيات ومناقضتها الصارخة للنتائج على الأرض قامت المنظمة والمجلة بالتراجع عما تم اصداره والتوصيل به.
وسواء أكان السبب الأول ام الثاني، فإن ما لا بد منه بالنسبة للدول التي تحترم نفسها وتقدر طاقاتها العلمية والعملية هو أن يكون لها دراساتها وتجاربها الذاتية والممولة حكومياً والتي تمكنها من اتخاذ قرارات مناسبة لواقعها وواقع مواطنيها دون التأثر بالضغوطات الخارجية والدولية والتوصيات الغير محايدة عادة من قبل منظمات لا نعلم ما هيتها الحقيقية خصوصاً في مثل هذه الظروف الصعبة والتي لن ينظر طرف فيها إلا إلى مصلحته.
الدكتور أسامة أبو قدوم
الجزائر