التَّبَسُّمُ وَالبِشْـرُ مِنْ أَخْلَاقِ النُّبُـوّةِ بقلم : الحبيب خميس بوخريص
تاريخ النشر : 2020-06-04
التَّبَسُّمُ وَالبِشْـرُ مِنْ أَخْلَاقِ النُّبُـوّةِ بقلم : الحبيب خميس بوخريص


التَّبَسُّمُ وَالبِشْـرُ مِنْ أَخْلَاقِ النُّبُـوّةِ

إنّ الإسلام دينُ محبّةٍ وسلام، ولقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم مُحبًّا لكلِّ الناس، بل لكلِّ خلقِ الله تعالى، وإنّ لقاء الناس بالتبسّم وطلاقة الوجه من أخلاق النبوّة، فقد كان رسولنا الكريم دائم الإبتسامة صلّى الله عليه وسلّم، ومع كلِّ الناس. فعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: (ما رأيت أحدًا أكثر تَبسُّمًا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) رواه الترمذي وصحّحه الألباني.

إنّ الابتسامة هي تعبيرٌ عن المحبّة، وتحمل السعادة والتعاطف مع الآخرين، وهي وسيلةٌ للوصول إلى قلوب الخلق وتوصيل الحق. وإنّ الابتسامة تغرس الألفة والمحبّة بين الناس، وهي سُنّة نبوية، ووسيلة دعوية، ومفتاحًا للقلوب.

قال الشاعر: أخو البِشْر محبوبٌ على حُسْنِ بِشْرِه .. ولن يعدمَ البَغْضَاءَ مَن كان عابسًا .

إنّ التبسّم والبشاشة في وجوه الناس سُنّة نبوية تكاد تكون مهجورة  بين المسلمين في زمننا هذا، وهي من الخُلُق الطيّب ويفعلها الناس من غير المسلمين. ولقد حثّنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على البشاشة والبِشْر عند ملاقاة الآخرين.

 عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ) رواه الترمذي وصحّحه الألباني.

ليس بالضرورة أن يكون المرء خاليًا من الأزمات والمشاكل حتى يبتسم؛ إذ كان رسولنا صلّى الله عليه وسلم يبتسم دومًا في كل أحواله، حتى صارت الإبتسامة من صفاته التي تحلّى بها، وكان لا يُفَرِّق في حُسْن لقائه وبشاشته بين الغنيّ والفقير، حتى الأطفال كان يبتسم في وجوههم ويُحسِن لقاءهم.

عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: (مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم) رواه الترمذي وصحّحه الألباني.

وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: (مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي) صحيح مسلم.

ولقد كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُمازح أصحابه، ولا يقول إلّا حقًّا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (إن كان النبيُّ لَيُخالطُنا، حتى يقولَ لأخٍ لي صغيرٍ: يا أبا عُمَيرُ ! ما فعل النُّغَيرُ) رواه البخاري.    والنُّغَيرُ طائرٌ صغيرٌ كان عند الصبيّ فحَزِن لموته.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسولَ الله، إنَّك تُداعِبنا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (نعم، غير أنِّي لا أقولُ إلا حقًّا) رواه الترمذي. ومعنى تُداعبنا: أي تُمازحنا.

اللّهم صلّ وسلّم على سيّدنا محمد وعلى آله.

الحبيب خميس بوخريص