إلي كلارك جيبل الذي لا يعرف الكراهية بقلم:د. فتحي عبد العزيز محمد
تاريخ النشر : 2020-06-04
إلي كلارك جيبل الذي لا يعرف الكراهية بقلم:د. فتحي عبد العزيز محمد


إلي كلارك جيبل الذي لا يعرف الكراهية
د. فتحي عبد العزيز محمد
كان آرثر ميللر من أفضل كتاب المسرح والسينما في ستينيات القرن الماضي, وكان متزوجا من مارلين مونرو أشهر ممثلات هوليود في تلك الحقبة كتب قصة قصيرة بعنوان الناشزون مالبث أن أعاد كتابتها كسيناريو لفيلم قامت ببطولته مارلين مع الممثل المعروف كيلارك جيبل وكان ذلك آخر فيلم لهما معا لترحل مارلين وليتزوج أرثر من الممثلة المساعدة في الفيلم تيلما رايتر والفيلم من انتاج "الفنيون المتحدون" عام 1961م.
اختار آرثر بلدة صغيرة تدعي رينو في صحراء نيفادا لتدور عليها أحداث الفيلم ويذكرني اختيار الكاتب لبلدة بعينها كموطن لشخوص عمله بكاتب أمريكي آخر هو كينت هاروت الذي أنشأ بلدة في خيالة لتكون ميدانا لأحداث رواياته ومنها رواية " أرواحنا في الليل" وقد حولت هي الأخري إلي فيلم سينمائي بطولة جين فوندا وروبرت ريدفورد.
ولن أعرض هنا لأحداث الفيلم الذي جاء السيناريو الخاص به مختلفا عما عرفته السينما من قبل في مضمار تدبيج السيناريوهات فهو فريد في نوعه محدد في رسمه للمشاهد ولكن ما أود الإشارة إليه هنا هو الإهداء الذي تصدر السيناريو عند طبعه في كتاب, والواقع أن الأمر لفت نظري إلي مغزي اهداءات الكتب فالموضوع قيم ويمكن أن تجري عليه دراسة تقيم مضامين تلك الإهداءات فهي تعبر عن مشاعر نبيلة لاصحابها ومكانة المهدي إليهم وأمور أخري كثيرة ..
كتب آرثر ميللر عبارة أنيقة موحية بحق النجم الكبير كلارك جيبل والذي تدل ملامحة عن صورة حقة للرجولة والطيبة وسماحة النفس نجد مثلها كثيرا في عالمنا العربي أيضا خلال تلك الحقبة وأترك للقارئ تصور مثل تلك الشخصية وجمالياتها سواء في عالم الفن أوالسياسة أو الحياة بعامة وهي لم تندثر فما زال بيننا الكثير ممن يحملون الابتسامة والجمال الداخلي وسكينة الذات... كان الأهداء عبارة واحدة " إلي كلارك جيبل الذي لا يعرف الكراهية"
ما أحوجنا إلي مثل ذلك القول تجنب الكراهية أن لا تسكن قلوبنا أن نعود إلي ود لم نفقده تماما ... يومكم جميل