هيئة لمجابهة التطبيع تحتاج لدعمنا بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2020-06-03
هيئة لمجابهة التطبيع تحتاج لدعمنا  بقلم:خالد صادق


هيئة لمجابهة التطبيع تحتاج لدعمنا
خالد صادق
مع تنامي سياسة التطبيع الرسمي العربي مع الكيان الصهيوني المجرم, وتسارع وتيرته الى حد كبير, واستخدام كل الادوات الممكنة واخطرها وسائل الاعلام المختلفة عبر نشرات الاخبار والبرامج السياسية والدراما الخليجية والرياضة ومناهج التعليم, انبرى نفر من المثقفين والوطنيين العرب من اصحاب الهمم العالية لمواجهة هذه السياسة التطبيعية, وقاموا بتشكيل الهيئة العربية لمجابهة التطبيع والصهيونية بعد نقاشات ومشاورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال لقاء عقد في العاصمة الاردنية عمان الخميس الماضي 28/ 5/ 2020م ومن ابرز مؤسسي القائمة التأسيسية للهيئة العربية لمناهضة التطبيع وسياسات الاحتلال استاذ دكتور محمد المسفر من دولة قطر, واستاذ دكتور علي محافظة من المملكة الاردنية, واستاذ دكتور مهند المبيضين من الاردن, واستاذ دكتور حسين العمري من اليمن, واستاذ دكتور كمال عبد اللطيف من المغرب, واستاذ دكتور عصام خليفة من لبنان, واستاذ دكتور محمد باروت من سوريا, واستاذ دكتور اشرف عبد الحي من السودان, واستاذ دكتور سعيد يقطين من المغرب, واستاذ دكتور فؤاد الشامي من اليمن, واستاذ دكتور محمد ابراهيم سليمان من جمهورية تشاد, واساتذة اخرين من المملكة الاردنية ولا زالت الجهود تبذل لتوسيع الهيئة وضم الكفاءات اليها والتعريف بها, وقد تم تشكيل هذه الهيئة العربية لمواجهة موجة التطبيع الرسمي العربي, والتعبير عن مواقف الشعوب العربية الرافضة للتطبيع مع هذا الكيان الصهيوني المجرم.

الهيئة العربية لمجابهة التطبيع والصهيونية اصدرت بياناً تأسيسياً لها للوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي جاء فيه, أن القضية الفلسطينية تتعرض لحالة تصفية وإنكار، بوصفها مسألة احتلال من قبل الكيان الصهيوني الذي يُمارس اليوم أبشع صور السياسات العنصرية والاستيطانية، وأن الشعوب العربية، ومنذ سلام مصر في معاهدة كامب ديفيد (17 سبتمبر 1978) ثمّ الذهاب لمؤتمر مدريد (1 نوفمبر 1991)، ثم اتفاق أوسلو (13 سبتمبر 1993)، ثمّ اتفاق وادي عربة (26 أكتوبر 1994) لم تقبل بالتطبيع، ومارست حيوية كبيرة في رفضه، وعدم قبول الكيان الإسرائيلي كشريك في السلام الذي تبخّرَت وعودَه التي أُطلقت باسم التنمية الاقتصادية ورفاه المنطقة، مبكراً وعلى يد الاحتلال, ومن اجل ذلك تثمن الهيئة كافة المواقف العربية والإسلامية والصديقة، على مستوى القيادات العربية والإسلامية والغربية، والشعوب المناهضة والرافضة لسياسات الاحتلال في فلسطين, وترفض حالة السيولة العربية تجاه إسرائيل، والتطبيع معها سواء كانت من قبل قيادات او رجال اعمال او مثقفين أو أكاديميين, والتأكيد على أنّ فلسطين بلد تحت الاحتلال، وأنّ إسرائيل تمارس سياسات فصل عنصري. وان ما يقوم به كيان الاحتلال من توسع استيطاني وتلويح لقرار ضم الأغوار، هو إخلال بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي اعترفت بها الشرعة الدولية وأقرّتها.

بيان تأسيس الهيئة العربية لمجابهة التطبيع والصهيونية اكد أن خيار رفض التطبيع، هو خيار الشعوب العربية المؤمنة بعروبتها وبأن إسرائيل هي دولة احتلال وفصل عنصري، تتنكر لوعود الأصدقاء الغربيين والمنظمات العالمية، ولكل المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني, وإن الحالة الراهنة التي تعيشها الأمة من تداعيات الربيع العربي، وما يجري من تطبيع مجاني، يجب أن لا يُلغي حضور القضية الفلسطينية في المناهج الدراسية والتعليمية العربية بوصفها قضية العرب الأولى، وبوصفها بلداً محتلاً, وأن المواجهة اليوم مع سياسات الاحتلال وحكومته اليمينية، تقضي الإبقاء على فلسطين بلداً محتلاً، وإنّ النضال الديمقراطي والمقاطعة الاقتصادية ورفض التطبيع هما السبيل المقبول راهنيّاً, إنّ استنهاض الشعوب العربية للدفاع عن قضاياها الوطنية للعيش بسلام وحرية وديمقراطية، ودون عنف، لا تتعارض مع الدفاع عن قضية الأمة الأولى، قضية فلسطين المحتلة, وفي ظلّ هذا الواقع العربي المعقد، جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم، وصعدت النزعة اليمينة المتطرفة في إسرائيل في ظلّ حكومة بنيامين نتنياهو، التي تماهت معها الإدارة الأمريكية بشكل غير محدود، مما جعل كيان الاحتلال يجد في هذه الظرفية الفرصة المواتية للضرب بكل الوعود المقطوعة للشعب الفلسطيني, وهو ما يستدعي اليقظة والاستعداد لإحباط كل محاولات الالتفاف على القضية الفلسطينية, حاجتنا الى مثل هذه الهيئات المناهضة للتطبيع والمعبرة عن اراء الشعوب تستدعي الاهتمام الاعلامي والتركيز على مهامها وتشجيع خطواتها لضمان نجاحها, خاصة انها تتعرض وستتعرض لحملات ممنهجة لتقويض ادائها, يجب تسليط الضوء على الهيئة العربية والاهتمام بدعمها حتى تستطيع الصمود في وجه الحملات التي قد تستهدفها .