إعترافات إمرأة -القديس بقلم: ناس حدهوم أحمد
تاريخ النشر : 2020-06-03
الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -

ناس حدهوم أحمد
__________

إعترافات إمرأة
...........................
القديس

تعرفت عليه بعد أن كنت قد سمعت عنه الكثير من النعوت .. بعضهم كانوا ينعتونه بالكافر .. والبعض الآخر بالمعتوه أو ( المسخوط) وقلة قليلة من الناس كانوا يطلقون عليه القديس. لكنني لما عاشرته وجدته أقر ب إلى القديس من أي شيء آخر . فقد وجدت روحه حالمة وطيبة ومرهفة لدرجة فظيعة . لقد كان يدرك كل حركات الناس وما يدور بخلدهم وبسرائرهم وكان يفهمني ويفهم ما يدور برأسي دون أن يكون مطلعا على أحوالي .. ذكاؤه خارق للغاية يصيب دون أن يخطيء وإذا حدث وأخطأ فإنه لم يكن ليخطىء إلا في حق نفسه . قلبه كان دائما مفعما بالحب لمن ( لا يحبهم أحد ) هكذا كان يقول لي ( أحب الفقراء والمضطهدين أحب المنبوذين والحمقى ) وكانت حجته في ذلك أن هؤلاء هم الأولى بالحب والعطف لأنهم محتاجون إليه .. أما الأقوياء والسعداء لا أظنهم يحتاجون لذلك .. فأجدني والحالة هاته أمام منطق متين أمام شخص ليس ككل الأشخاص ولسيما والحق يقال فأنا خبرت الكثير منهم حتى أصبحت وثيقة زواجي أطول وثيقة
زواج لكثرة العقد والفسخ.
قلت له ذات مرة بأنه الزوج الوحيد الذي وجدت فيه نفسي فضحك مليا ولم يصدق رغم أنني كنت صادقة معه إلى درجة التضحية بحياتي من أجله . قلت له ذات يوم أحبك ياأحمد فكان رده
مخيبا لرجائي قال لي أنت وحش .. والوحش لا يعرف الحب . وذات يوم سألني هو سؤالا لم
أكن أتوقعه / أأنت سعيدة معي ؟ / فترقرقت العبرات في عيني وأحسست بغبطة عارمة تملأ وجداني وقلت له أنا بجانبك أسعد إمرأة في العالم . ما إن سمع جوابي هذا حتى انفجر باكيا
بكاءا هستيريا حادا ... أدهشني لدرجة أنني لم أفهم سبب هذا البكاء ولا الخلفيات التي كانت مستترة من ورائه .
بصراحة لما تزوجته شعرت أنني تزوجت فعلا . فقد بدت لي حياتي الماضية مع الرجال الذين عرفتهم أو تزوجتهم من قبله سخيفة وفظيعة . إلا أنني لم أستطع الإحتفاظ به فقد كان يطلقني بدون سبب ودون أن أقترف في حقه ذنبا صغيرا أو كبيرا . ولما وصلنا الطلقة الثالثة أحسست أنني سأضيع بدونه وكانت آخر ليلة معه أطعمني فيها لعابه وكنت أحس بحلاوته كما لو أنني أبتلع سائلا أو ترياقا لروحي التي كانت منكسرة . وكان آخر سؤال وجهته إليه وأنا مطلقة / هل تحبني ياأحمد / قال هذه المرة صادقا / أحبك أحبك ( بزاف) وانطلقت الدموع منهمرة من عينيه الحزينتين ثم افترقنا إلى الأبد .

- يتبع -