أمريكا ثورة أم شغب بقلم:بهجت حامد مناصرة
تاريخ النشر : 2020-06-03
أمريكا ثورة أم شغب بقلم:بهجت حامد مناصرة


أمريكا ثورة أم شغب

على اثر الاحداث  الاحتجاجية للشعب الامريكي لفت انتباهي مقالات عدة من كتاب  مقالات من عدة اقطار عربية    يميلون فيها لاحباط كل الحالمين بثورة شعب امريكا ويمتدحون النظام الامريكي  وديمقراطيته وواثقون كل الثقة  بان امريكا الدولة ستنتصر على شعبها ...

بالمختصر من يحكم امريكا هم الطغمة المالية وكذلك امثالهم في الدول الراسمالية  ..هذه الطغمة او النخبة  تعتمد على ايهام الشعب بانها هي وشركاتها العملاقة من تحمي الشعب وتوفر رغد العيش المامول له  معتمده في ذلك على وسائل الاعلام التي تملكها وتسيطر عليها  والتي تعمل ليل نهار على ترديد افكارها ومسح وغسل ادمغة الناس  لذلك تجدهم كلما برز رجل اعلامي  يسارعوا الى تبنيه والاغداق عليه واغرائه بان يشتري اسهم في شركاتهم  وبذلك يصبح شريك معهم ويدافع عن شراكته  ...والعجيب ان هذه الطغمة تتبنى الديمقراطية  ولكنها زائفة  فهي تقنع الشعب الامريكي ان التنافس الشديد بين حزبي امريكا الجمهوري والديمقراطي  قمة الديمقراطية والحزبان هما حزبي النخبة نفسها هذا لشركات الاسلحة مثلا والثاني لشركات النفط  ويتنافسان على مصالح راس مالهم  وفيما لو برز تحرك او حزب جديد يتبنى هموم الناس الاعلام جاهز فورا لتخوينه  ونعته بادوات لقوة خارجيه تعادي امريكا . هذه الطغمة  لم تقف عند حدود امريكا بل تحالفت مع مثيلاته في دول راس المال  وراحت تؤسس وتخلق لها اذرع ونمازج في  الضعيفة  كي تتبعها لهيمنها وتسلب خيراتها .

هذا النظام الذي تغنى به الناس  كثيرا في كافة ارجاء المعمورة  واوهم الناس سنوات عديد  ...الان وقد داهمت جائحة كورونا كل العالم ومنه دول راس المال  تفاجئت شعوب دول راس المال  وسقطت ثقة الشعوب بحكوماتهم التي كان من المعتقد انها حكومات ستحمي شعوبها  فمثلا الشعب الامريكي اكتشف انه كان موهوم   في نظامه   ...الى جانب وقوع احداث سلطة الضوء على العنصرية التي تمارسها الطغمة المالية   لذلك تحرك الجزء الاكثر تضرر من الشعب الامريكي    هذه التراكمات ستصنع ثورة يوما ما ... الاحداث الحالية قد تخبو بحكم ان ميزان القوة  يميل لصالح الحكومة  وسيرغم الناس على السكوت ولكنهم  لن يبقوا مرغمين للابد

بهجت حامد مناصرة 
2020/6/2