لا تجرعونا الوهم بقلم: تكوين حسين
تاريخ النشر : 2020-06-03
لا تجرعونا الوهم بقلم: تكوين حسين


لا تجرعونا الوهم
بقلم: تكوين حسين
ان الأحداث الكبري التي تعصف بالمنطقةالعربية عموماً والفلسطينية خاصة ً لم تحرك ساكنا في إطار متطلبات المواجهة خصوصاً بعد تلويح نتنياهو بضم الأغوار واراضي الضفة الغربية وتزايد حدة التطبيع العربي ووقف التنسيق الأمني والمدني والاتفاقيات والتي جميعها تطحن بمصير قضيتنا ،كل هذه المسلمات لم تحركنا قيد انمله علي صعيد طي صفحة الانقسام والذهاب إلى مصالحة سياسية ومجتمعية بين كافة الأطراف مما يدلل على عمق المصالح وتداعياتها مما يبقي الباب مواربأ للايادي الخفية وأبرزها الاحتلال الإسرائيلي والدول التي لا تستطيع مواجهة إسرائيل بشكل مباشر مما يدفع إلي بقاء الوضع علي ما هو عليه ،ويبدو جلياً للعيان أن الأمر ينطوي على مصالح سياسية اقتصادية لكل طرف تطغي علي احتياجنا للمصالحة ومجابهة المخططات الجارية والتي تحاك بتخطيط شيطاني لتصفية المشروع الوطني ضمن حسابات ضيقة علي حساب المسالة الوطنية الكبري ،ويجدر الذكر اننا ومنذ ما يزيد عن أربعة عشر عاماً وحلم الوحدة يراود كبيرنا وصغيرنا،شيخنا وطفلنا،وبين الفينة والفينة يكبر الامل بتحقيق الحلم ويصغر أحياناً ويخبو غالباً حتي أصبحت فرصة تحقيقه كفرصة عودة عكا وحيفا وعسقلان،نحن علي قاب قوسين او ادني رغم التاجيلات الوهمية لتنفيذ قرار الضم للاغوار وفرض السيطرة الإسرائيلية على اراضيC وتوسيع الاستيطان في اراضيB وترك أراضيA منزوعة السيادة ،ابو عمار لم يقبل مسبقاً الفصل بين غزة والضفة بل ربط بينهما برابط جغرافي وسياسي فكانت غزة اولا مضافة اليها اريحا،وكنا نملك سيادة ومطار وميناء وجواز سفر وسماء نحلق بها وحضور مميز بكل المحافل الدولية وكنا رمزاً لكل حركات التحرر ،والآن طار المطار وغرق الميناء وتمزقنا هنا وهناك وانسلخت غزة عن جغرافية فلسطين، واصبحت كتلة ممتلئة بعلامات الاستفهام وتدخلات ورهانات يصعب فك طلاسمها، أصبحنا بوعي او بدون وعي قادرين ام متخاذلين يصعب علينا التقاط الحلقة المفرغة التي من شانها وصل اطراف الخيط مرة اخري بمباركة جماعية وتعيد للحلم حضوره فمشروعنا وقضيتنا أكبر وأعمق من كل التفتت والتشرذم السائد ،ورغم مرورنا بالكثير من التحديات مروراًبالحروب المتتالية والاوضاع الاقتصادية المجحفة الا اننا لازلنا نتنفس الامل،ولكن ما نخشاه اننا نمضي العمر وبذيلنا اجيالنا القادمة بوهم الوحدة بين شطري الوطن، فطبقاً لكل ما هو مرءي علي ارض الواقع فإننا بتنا على يقين أن عودة غزة كالسابق كالأمل بعودة تايوان الي الصين الام و عودة باكستان الشرقية إلي باكستان الغربية، لكل من بيده القرار لكل من يمسك ويتحكم ببوصلة الاتجاه لكل الشرفاء والوطنيين الزعماء والقادة لا تجعلونا ننغمس بالوهم حتي النخاع، لا نريد تجرع الوهم لسنوات عديدة قادمة،لا نريد ان نصل إلي التسليم بان غزة سفطت او أسقطت سلمت او سْلمت ،انقذوها لاجل كل طفل لا زال جنيناً او يحبوا او يمشي موعوداً نحو الأمان لكل اجيالنا القادمة ولمن لا يزال ينتظر علي حافة الحلم ولتضرب اليد التي تسعي لفرقتنا،يد بيد اخ مع رفيق،حلم واحد،مشروع واحد نحو تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واصلاحها ومشاركة كافة القوي والفصائل الفلسطينية لنكون باقصر الطرق للبدء سوياًبتبديد الوهم.