من نتائج الكورونا لكي لا يقع الفاس في الراس بقلم:أحمد محمود سعيد
تاريخ النشر : 2020-06-02
من نتائج الكورونا لكي لا يقع الفاس في الراس بقلم:أحمد محمود سعيد


من نتائج الكورونا

لكي لا يقع الفاس في الراس

أيّام سوداء صعبة مرّت على البلد ولكن على ما يبدوا أنّ الأيام القادمة ستكون أصعب بل الأصعب على المملكة منذ تأسيسها وذلك من الناحية الإقتصاديّة والماليّة وكأن حال بعض الموسرين يقول في داخله من سبق أكل النبك ومن إستطاع أن يجمع ثروة فقد حصد ما طالت يداه ونفد قبل أن يدخل في ميمعة الكورونا وما خلّفته من آثار والدليل على ذلك أنّ صندوق همّة وطن لم يكن كالمأمول منه عندما تمّ إنشاؤه وتمّ جمع حوالي اربعة وتسعون مليون دينار سواء بالخجل او بالأمر أو بالمعروف أو تقرُّبا من الديوان الملكي العامر او أصحاب القرار أو لمصلحة خاصّة أو مخاجلة ولكن ليس جميع ما جُمع من مال هو بإحسان أوتقرُّبا لله او تطوُّعا لوجهه تعالى أو لرفع الأردن على الأكفّْ ردّا لجميل البلد الذي لم يُقصِّر مع أحد حتّى أنّه جاد على الأثرياء بدون حقْ ولا على من سلبوا خيرات البلد وأودعوا ما سلبوه في بنوك خارجيّة ومنهم من كان فقيرا وإغتنى من البلد ومنهم من كان ثريّا وزاد ثروة منها ومنهم من كان لا يملك بدلة ليظهر بها بمنظر الثريّْ او ليلبسها عند حلف اليمين ومنهم من كان لا يملك شيئا من حطام الدنيا وأصبح ثريّا بين ليلة وضحاها  ويعتقد انه يجب أن يُشار له بالبنان ومنهم من إستدان ليشتري أو يؤجّر بدلة جديدة.

والأردن بلد عربي في الشرق الأوسط وقد أبتلي هذا البلد بعدوان إسرائيلي إبتلع فلسطين العربيّة الأبيّة بلد الأنبياء والرسل والأماكن المقدّسة للمسلمين والمسيحيّين على حد سواء وفيها نزل معظم الأنبياء ويوجد بهاخاصّة الكنائس المسيحيّة والمساجد الإسلامية  .

وقامت دولة العدوان بإستغلال جائحة الكورونا بمساعدة دولة البغي والعدوان الكبير أمريكا ووضعت يدها النجسة على المقدّسات جميعها وأعلنت نيتها وضع يدها على منطقة الأغوار وما يحويه من اراض زراعيّة وشاطئ البحر الميِّت تمهيدا لوضع يدها على الحدود كاملا بين فلسطين والأردن بحدودها الستمائة وخمسون كيلو متر بما فيها من اراض زراعيّة واملاح واماكن علاجيّة بطرق مختلفة بالإضافة لأماكن ترفيهيّة ومزارع الموز وكذلك مزارع التمور وهي ارض تمتاز بإتها أخفض منطقة عن سطح البحر وبطقسها المميز دافئ شتاء وحار صيفا ويؤمّها السياح من مختلف الدول في العالم ناشدين الجو المميّز والشمس والطقس الدافئ ومكان عمّاد السيد المسيح عليه السلام ومواقع مميّزة أخرى تطلُّ منها على القدس الشريف  .ولكن جاء فيروس الكورونا ليغيِّر الحال بأسوء حال على بلاد تشكوا الفقر والعوز ممّا إستدعى المسؤولين طلب المساعدة من المواطنين أوّلا ومن الغير بعد ذلك لمواجهة هذا البلاء والوباء للخروج منه بأقل التكاليف والخسائر بعد أن تكبّدت دول عُظمى خسائر بشريّة ومادِّية جسيمة أثّرت على وضع مواطنيها المعيشي والوضع الإقتصادي والإجتماعي لتلك الدول رغم وضعها الإقتصادي القوي قبل الجائحة ممّا قد يؤدي إلى تغييرات جذريّة  في تلك المجتمعات والدول .

ولكن نظرا للضعف المادّي في بعض الدول ومنها بلدنا وبالرغم من طلب الحكومة بشكل صريح من الموسرين التبرُّع للمساعدة في عبور هذا النفق المظلم الذي سبّبته تلك الجائحة والظروف المرافقة له والتي تسبّبت في تعطيل المرافق الإقتصاديّة المختلفة والتي سبق وأن نهبها متسلِّطون دون رادع من حكومات سابقة ودون ان يردعهم ضميرهم وأخلاقهم وكرامتهم وغيرتهم على وطنهم بل ولم يجيئوا من تلقاء أنفسهم ويُعيدوا بعض ما سلبوه لإنقاذ وطنهم الذي حلبوا خيراته قبل أن يقع الفأس في الرأس وتصبح الحلول صعبة والمهامّ مستحيلة حيث أصبح من الصعب سداد الديون المترتِّبة على البلد للدول والصناديق الدوليّة وطمع العدو اللئيم بحدود البلد ومصادر رزقه التي يعتاش منها ومياهه التي توهب الحياة له كما تمكّن من تكبيله بانبوب غاز لعين وما إلى ذلك من مضايقات للشعب الأردني الطيِّب ولكنه عند حقِّه لا يُقبل ان يُضام ويأكل المعتدي بأسنانه بل يقتله بأظافره متيقِّنا أن الله ناصر له .

وبعد فإنّ الجائحة التي ضربت العالم تأثرت بها معظم الدول ولكن الدول الغنيّة إستطاعت أن تُخصًّص المليارات من الفلوس لأبناء شعبها لتفكّ ضيقته بينما دول أخرى لم تستطع أن تُخصِّص اموال لتعبر الجائحة بأقل الخسائر وخاصّة بعض الدول الإفريقيّة او في أمريكا اللاتينية الفقيرة والتي بحاجة لمواد طبيّة او وقائية وكذلك بحاجة لأموال لتستطيع تغطية العجز في الإقتصاد والتنمية المستدامة لشعوبها وتأمين الحاجات الأساسيّة لمواطنيها قبل أن تُعلن الإفلاس وتقع الفاس بالراس إذا إستمرّت الجائحة بأضرارها.

 وإذا كان الوطن بحاجة لمعونة أهله ولم يُبادر الموسرون من أهله للوقوف لمساندة بني جلدته ليقف معهم ومع الوطن الذي جنَوا منه الأرباح والإمتيازات الحياتية فمن يقف معه في محنته ؟؟ .

نسأل الله العفو والعافية لوطننا ومواطنينا ليعبر هذه الظروف الصعبة بأمن وسلام .

أحمد محمود سعيد
عمّان – الأردن
1/6/2020