لماذا جاءت الكورونا؟!بقلم:د. أمل السيد عبد الكريم
تاريخ النشر : 2020-06-02
"قد يتساءل البعض مالذى حل فجأة ؟! ، لم دفعنا ذاك الثمن الباهظ من الأرواح ، رغم أننا لم نفعل مثلما فعلت بلاد الحريات من إباحة المحظور ؟! ، و الإستهزاء بالقواعد دون تحكيم العقل و اشغال الفكر بما هو جائز أو ممنوع !!..

قد تبدو القصة مخربقة ، منفكة على المدى القريب ، مترابطة على المدى البعيد !!..
فكيف؟!..

أحداث مسلمى الإيجور و مذبحة الصين المستبدة ، و كم قتلت من أرواح و سفكت من دماء و لم يهتز العالم .

مذبحة الهند و ما فعل فى كشمير من إراقة الدماء ، التعذيب ، التشريح ، و الإهانة ، و لم يهتز العالم ..!!

قرار حظر النقاب و موافقة بعض الجهلاء فى خضم الجهل المعلن و السفور الذى لم يردعه أحد ،الزنا المعلن على الشاشات ، و لم يهتز العالم !!..

مسلمى بورما و غيرهم و غيرهم و لم يهتز العالم ..!!

قضية فلسطين المقهورة منذ قديم الأزل ، و ما فعله الصهاينة فى البيوت ، النساء ، الثكلى ، الشيوخ ، الأطفال ، و ما دنسوه فى المسجد الأقصى ، و ما فعلوه فى القدس الشريفة ، و لم يهتز العالم ..!!

الحرمين الشريفين ، و ما فعله سلمان فى بلاد الله الطاهرة بلاد رسول الله ، من انفتاح مذر وقح ، قذر ، بحجة مضاهاة البلاد العربية المتخلفة ، و إباحة القباحة ، فالغناء عم ، و الرقص ساد و غم ، الممثلون كثر ، و العرى انتشر ، و لم يهتز العالم ..!!

قلوب الرجال ضعيفة الحيلة ، كالنساء فى تعاطفهم فقط و لا شىء أقصى من ذاك الحد ..

المقاهى مكتظة ، و المساجد خاوية !!
المسارح مكتظة ، و كتب السنن مهجورة !!
الحفلات مكتظة ، و دروس العلم منفاة !!
الروايات قرئت ، و المصاحف هجرت!!

فبعد حى على الصلاة ، صلوا فى بيوتكم ..
و بعد أن صار النقاب عائقا فى التعليم ، ارتداه الجميع ، رجالا و نساء !!..

حياتك الروتينية التى سئمت منها كانت نعمة ! ، فانظر كيف تبدل الحال ؟!..

أبعد كل هذا تلعن الكورونا ؟!...
بعين قاصرة قد تراها نقمة ، و لكن بعين صائبة بعد امعان النظر و تحليل الفكر ستجدها شارة افاقة و رحمة من تلك الغفلة الكارثية؛ لإيقاظ العالم .

أتدرون لم حصل كل هذا ؟!.................

لأن الكارثة حين عمت هزت !! . حينما كانت فرادى فى كل دولة ، لم تعبأ الدول الأخرى ؛ لإنقاذ المتلهفين ، المشردين ، اليتامى ، المسفوكى الدماء ، و الضائعين على متاهات الشواطىء ، و الغارقين !!!!.....

المشكلة تكمن فى الصمت ، الصمت فقط !!.."

بقلم الدكتورة/ أمل السيد عبد الكريم