الحروب على السوريين ليس لها نهاية بقلم:حيدر الصراف
تاريخ النشر : 2020-06-02
الحروب على السوريين ليس لها نهاية بقلم:حيدر الصراف


الحروب على السوريين ليس لها نهاية

بعد ان عجزت حكومات الخليج العربي و تركيا و امريكا و العديد من الدول الأخرى و بعد ان دب اليأس فيهم و بعد سنوات طويلة من الحرب لم يتمكنوا من اسقاط الحكم السوري و بعد ان صارت ( أدلب ) المحافظة السورية المحاذية للحدود التركية مخزنآ خطيرآ يمتلئ بالالاف من ( المعتدلين المسلحين ) و الأرهابيين السوريين و الأجانب و صارت هذه المحافظة تشكل تهديدآ متزايدآ على الأمن الوطني التركي اضافة الى تهديد الوجود العسكري الروسي و مهاجمة قاعدة ( حميميم ) الروسية عدة مرات و بالطائرات المسيرة صار لزامآ التخلص من بؤرة التوتر الخطير هذه و مع امتناع العديد من البلدان من استرجاع ( مقاتيليها ) فكان لابد من ايجاد ميدان صراع جديد يستوعب هذه الالاف من المسلحين المتمرسين في القتال و الذين هم كذلك في حاجة الى الأموال فكان المكان المثالي هو ( ليبيا ) و توافد المرتزقة الى هناك .

يبدو ان هناك اتفاقآ سريآ بين الأطراف الفاعلة في الساحة السورية ( روسيا و امريكا و تركيا و ايران ) على نزع فتيل الأزمة السورية بعد ان ادركت القوى الدولية المتصارعة على الأرض السورية ان لا منتصر و لا مغلوب في تلك الحرب الطويلة و بعد تلك المناورة الذكية التي ادت الى افراغ الجغرافية السورية من المسلحين و تجميعهم في مكان محدد و على الحدود التركية تحديدآ متيقنة و متأكدة ان تلك الجماعات المسلحة هي كالذئاب لا صديق او حليف دائم لها اذ سرعان ما تنقلب على حلفائها و اصدقائها لا بل حتى على اؤلئك الذين صنعوها حيث هاجم تنظيم ( القاعدة ) امريكا في تلك ( الغزوات ) المعروفة و لم ينفع ( الصانع ) الأمريكي صنيعه .

دول شمال افريقيا او ما يسمى بدول المغرب العربي تعد الخزين الأستراتيجي من المتطرفين الأسلاميين و لطالما رفدت تلك الدول الجماعات الأرهابية و مدتها بالعناصر الأكثر اجرامآ و دموية و كان المجرمون التوانسة في مقدمة هؤلاء الأرهابيين من حيث العدد و العدوانية و بدلآ من انتقال اؤلئك الأرهابيين الى ساحات القتال او ( الجهاد ) نقلت تلك الساحات الى بلدانهم حيث صار مكان ( الجهاد ) الجديد هو ( ليبيا ) حيث تتقاتل الفصائل الأسلامية الجهادية و التي تم رفدها بالالاف من المقاتلين الأصوليين القادمين من سوريا في مواجهة ( الجيش الوطني الليبي ) و الذي يبتعد عن الصبغة الأصولية المتطرفة و الذي يعتبر وجوده على الضد من تلك الجماعات الأرهابية .

دول القارة الأفريقية و لا سيما شمالها على موعد اكيد مع المواجهة الحتمية مع التنظيمات الأسلامية المتطرفة و التي سوف تجد لها في تلك الدول الحاضنة المؤيدة و المساندة لا سيما و ان هناك العديد من الفصائل المتطرفة المتواجدة و منذ زمن بعيد فكان هناك العديد منها في ( مصر ) و كذلك ( حركة الشباب الصومالي ) الى جانب ( الجماعة الليبية المقاتلة ) و التنظيمات الأخرى في الجزائر و تونس و المغرب الا ان تنظيم ( بوكو حرام ) في الصحراء الكبرى هو اكثرها شهرة و انتشارآ لما عرف عنه من الأفراط في الوحشية و التنكيل بالضحايا ما فاق كل نظرائه من الفصائل المتطرفة .

كل تلك العوامل و اخرى غيرها جعل الأختيار يقع هذه المرة على الدول الأفريقية المنكوبة اصلآ بالفقر و الأمراض و الأوبئة و هذه المرة بالحروب الدينية و التي هي اشد فتكآ و تدميرآ من تلك الآفات و كأن هذه القارة و شعوبها المنسية اصلآ في حاجة الى المزيد من النكبات و الكوارث لكن الدول الأوربية عارضت هذا المشروع بشدة ليس لتلك ( الأنسانية ) المفعمة التي تتمتع بها حكومات تلك الدول انما لقرب القارة الأفريقية من الدول الأوربية و خشيتها من تدفق موجات جديدة من المهاجرين الغير شرعيين و هذه المرة تكون قوارب ( المهاجرين ) قد عبئت و امتلئت بالأرهابيين الذين سوف يستهدفون دول القارة الأوربية برمتها .

بعد ان حسم الأمر في التقسيم الجديد للمنطقة و صار ( العراق ) من نصيب امريكا و صارت ( سوريا ) من حصة روسيا و سلمت كل الأطراف الدولية بهذه القسمة و قبلت بها اجباريآ او اختياريآ و على هذا الأساس يجب اعادة الأمن و الأستقرار و انهاء الحرب في سوريا و هذا الأمر لا يتحقق مع وجود هذه الالاف من المسلحين المتأهبين و صار لابد من التخلص منهم و ابعادهم عن الساحة السورية و حين لم تنجح المحاولات التركية في اقتحام الحدود مع اوربا و الدفع بهؤلاء و تحت ستار المهاجرين الى داخل اراضي الأتحاد الأوربي عندها تفتقت الذهنية العدوانية التي جبلت عليها حكومة ( الأخوان المسلمين ) التركية في الزج بهؤلاء المقاتلين ( البائسين ) في أتون حرب جديدة فكانت ( ليبيا ) الممزقة المكان المناسب للحرب التي سوف يكون وقودها هؤلاء المقاتلين و كأن قد كتب على الشعب السوري الأبادة و الفناء في حروب و معارك الآخرين داخل ( سوريا ) و خارجها .

حيدر الصراف