من جورج فلويد الى اياد الحلاق
تاريخ النشر : 2020-06-02
من جورج فلويد الى اياد الحلاق


من جورج فلويد الى اياد الحلاق 1-6- 2020
بقلم : حمدي فراج
قال الجندي الاسرائيلي قاتل الشهيد اياد الحلاق في معرض تبريره قتل انسان من ذوي الاحتياجات الخاصة : "صرخت بلا توقف، قام بحركة مشبوهة، أطلقنا النار" ، وقبلها قال "كان يحمل مسدسا" ، لكنا لم نعرف التبرير الذي قدمه الشرطي الابيض في مينيابوليس وهو يجثم على صدر المواطن جورج فلويد وهو يقول له : "لا أستطيع التنفس" على مدار ثمانية دقائق كانت كافية لنزع حياته ، فانفجرت امريكا من ساحلها الشرقي في نيويورك الى ساحلها الغربي في كاليفورنيا ، خرجت الجماهير عن بكرة أبيها ، بيضا وملونين ، يهتفون ويحرقون ويصخبون ويتصدون ، حتى نزلت قوات الشرطة بالمئات ، وفرض "نظام" منع التجول على عشرات المدن بما في ذلك العاصمة واشنطن ، وتعززت الحراسة على البيت الابيض بعد ان نجح بعض المتظاهرين من نزع بعض حواجزه . و يقول مراقبون ان لولا الكورونا التي تجتاح البلاد منذ حوالي شهرين ، لكانت اعداد الغاضبين أضعاف اضعاف ما هي عليه .
لم تحتاج الجماهير الامريكية الى سماع تبريرات قتل فلويد ، فهي تعرفها عن ظهر قلب في عشرات الحالات المشابهة ، في طول البلاد الواسعة وعرضها ، الذنب الوحيد الذي لم يرتكبه فلويد انه ولد لأبوين اسودين ، كان يجب على مشرعي امريكا وصناع الرأي والقرار ، وهم يمنعون "الكلاب والسود" الدخول الى المطاعم ويمنعوا اطفالهم من الالتحاق بمدارس البيض خوفا من "تشحيرهم" وان يمنعوهم ركوب الحافلات الا من الباب الخلفي ، كان يجب منعهم من التزاوج او استئصال ارحام نسائهم لكي لا تحبلن وتنجبن فلويد وأشكاله .
في وضع أياد ، لم يلتبس الجنود إن كان انسانا أم حيوانا ام مخلوقا فضائيا ، فقد كان يمشي على قدمين لا أربعة ، ولم يكن له وجها غرائبيا او اجنحة فضائية ، لكنهم لم يلتبسوا ابدا في فلسطينيته ، ولكم من مرة حصل الالتباس وحصل القتل مع يهود ، الامر الذي لا يحدث في إلتباس اللون الاسود من الابيض . ولكم من مرة قالوا مسدسا ، فيتبين انه مجرد "لعبة" او مقداح في يد العامل ، ولكم من مرة قالوا سكينا ، ولكم من مرة احضروها وألقوها بجانب الفلسطيني حتى لو كان طفلا وطفلة ، في هذه المرة لم يكن مسدسا ولا سكينا ولا لعبة ولا اي اداة أخرى ، كان انسانا معوقا يحتاج مد يد العون والمساعدة لا فوهات البنادق فتقضي على أحلامه وتطلعاته البسيطة .
قبل نحو ثلاثين عاما بحث الزعيم ياسر عرفات عن سلام اسماه سلام الشجعان فقتل بالسم ، وقبل نحو خمسين عاما بحث الزعيم الاسود مارتن لوثر كينج عن سلام حين قال : انت ابيض وانا أسود ، ولكن دمي ودمك أحمر ، فقتل بالرصاص في غرفة فندقه .