لا أحد! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-05-31
لا أحد! - ميسون كحيل


لا أحد!

من حاول أن يعرف حقيقة استشهاد فيصل الحسيني؟ وهل هي عملية إستخباراتية إسرائيلية؟ أم ما شاء الله فعل؟! من حاول أن يربط بين رحيل الحسيني، وعملية اغتيال القيادي الحمساوي محمود المبحوح في أحد فنادق دبي؟ من حاول أن يبذل أي جهد في كشف حقيقة رحيل الحسيني المفاجئ؟! ورغم الفرق الشاسع بين الشخصيتين يبقى أن يدرك الإنسان الفلسطيني أن إسرائيل لا تفرق بين فلسطيني وآخر إلا من زاوية واحدة وهي زاوية الاستفادة.

لا شك أن المكان مختلف، وأن الظروف مختلفة، وأن الناس أيضاً مختلفة ويبقى أن نحاول المعرفة، فالرحيل دائماً له أسبابه حتى في الحالات التي تكن من مشيئة الله والأسباب المعلنة عن وفاة ورحيل فيصل الحسيني كانت من ضمن ما أعلن أنها وفاة ربانية! فهل حاول أحد ما أن يفتش؟ أو أن يضع مسببات أخرى؟ لا أظن !

إن السرية ومهنة الصمت أكثر ما يميز العمل المخابراتي، وللحقيقة فهذا الإمتياز تتحلى به دولة الاحتلال، وعلى عكس النهج الفلسطيني الذي افتقد للعمل السري منذ عقود! وكثير من العمليات الاستخباراتية والمخابراتية التي قامت بها إسرائيل من عمليات اختراق أو تجنيد أو اغتيال والتزمت من خلالهم الصمت فتحقيق الهدف هو المهم وليس في أجندتها أي هدف آخر من الفخر والفشخرة! ولذلك لم يتوفر الاستيعاب يوماً بأن رحيل فيصل الحسيني كان أمراً عادياً لا بل تتواجد و تتوفر حالات من الشكوك حول رحيله الذي يشبه حالات كثيرة بدءاً من وديع حداد القائد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عندما كانت موجودة إلى ياسر عرفات مروراً بالزعتري وفردان وأبوجهاد وأبو إياد وغيرهم الذين هم كثر! 

في مناسبة الذكرى التاسعة عشرة لرحيل فيصل الحسيني الذي كان رغم فتحاويته المتعصبة فلسطيني من النوع الفريد لا بد أن نسأل هل حاول أحد أن يكشف حقيقة ما حدث؟ أكيد ...لا أحد!

كاتم الصوت: كم من شهيد رحل وهو لا يعلم أن رحيله رتبه المقربون! ولا أقصد فيصل الحسيني.

كلام في سرك: عندما يتوفر البديل فالمستهدف ترتفع أسهمه! دير بالك على حالك يا ريس.