أينَ الإنسانية بقلم : ختام أشرف ياسين
تاريخ النشر : 2020-05-31
الثالثة صباحاً .
كان مِن المفترض أن أخلِدُ إلي النوم !
لكِن أين النوم !
قبل النوم بساعاتٍ قليلة أرسلَ لي صديقي خبراً عن وفاة شاب إنتحاراً ، إنتابني الكثيرُ من الحُزن !
ثُم عاد صديقي وأرسلَ إليّ إحدي التعليقات الموجهة لهذا الشاب الراحِل ،
قرأتُها ، كُنت قبل أن أقرأُها حزينة بعض الشيء ، بعد قراءتُها أكلني الحُزن وبشِدة !
حينُها ، نظرتُ إلي السماء ، أسألُ الله ، لما يا الله !
لمِا نحنُ بهذِه القسوة !
لما يالله !
نحنُ أسوأُ من أن يُحكي إلينا إنسان !
حين يتلفظُ المرءُ أخيه بالسوء ، فأين الإنسانية !
حيواناتٍ آكِلة لا أكثر ،
حين نبدو على هيئة بشر و لسان حيوان ، لا ينبغي أن نُذكرُ بإنسان أبداً ، جرادٌ فائحة تأكُل البآقية لا أكثر ،
في كُل مرَّةٍ حاولت عينايّ أن تغفو ، تدّمَع و تصحو أكثر ، أتخيلُ الأسوء فيرتجف جسدي والرعشةُ تأكُل قلبي و يهتَدّ ، أين أنا !
كُنت أحلُم دوماً أنني أرتدي قُبعة و أركبُ فرساً وأركُض بِه في ساحاتٍ خضراء وأبتسم و أهتفُ مرحبا و هيا للمارةِ والمزيدُ من الأحلام المُخضرَّة !
سقطَ حُلمي أرضاً وفاق رأسي ورأيتُ المارةِ التي كدتُ أرسمُ عنها أحلامٍ وردية تأكُل بعضُها و الدماء تندثِر و الأرض الخضراء تحولت حمراء ،
أينَ الإنسان !
من نحن ؟ ولمتي !