نعمة الوعي بقلم:ناس حدهوم أحمد
تاريخ النشر : 2020-05-31
هلا سألنا أنفسنا نحن العرب لماذا نحن متخلفون ؟ لماذا نحن كأمة عربية تمتلك كل المقومات لكي تكون قوة عظمى بينما نحن واقعيا وميدانيا نحتل المرتبة الأخيرة بين أمم المعمور ؟
لماذا شعوبنا العربية لا تقرأ ولا تكتب ونسبة الأمية فينا قد تتجاوز السبعين في المائة ؟ لماذا إداراتنا بدائية ومنحطة مثل برلماناتنا وحكوماتنا إلى درجة تثير القلق وتثير الضحك أحيانا أخرى ؟
لماذا نحن العرب كلنا متشابهون في مرض التخلف متشابهون في الفقر وانعدام العدالة الإجتماعية والبطالة وكل الأمراض الأخرى المزمنة التي يصعب عدها ويصعب أيضا علاجها ؟
لابد أن تكون هناك أسباب وخلفيات وجيهة وواضحة . نتعامى بقصد عن مناقشتها أو تحليلها بينما هي تتضخم يوما عن يوم وفي واضحة النهار وعلانية وتشتكي منها شعوبنا ولا أحد من المسؤولين
يعبأ لها . فالحكومات العربية ليس لديها سوى الوعود أو الوعيد . لأنها متخبطة ومرتبكة وقاصرة ليس لديها حل إلا مصالحها والتكالب على نهب المال العام والهروب نحو الأمام.
الأمة العربية تحتاج كذلك إلى فصل الدين عن السياسة . إلى نعمة العقل والوعي فبدونهما لا يمكن للأمور أن تستقيم / وعي سياسي . وعي أخلاقي . وعي إجتماعي . وعي فكري ثقافي . ولكي نضع البيض في سلة واحدة ونجمع ونطرح ونقول
نحتاج إلى الوعي الإنساني . وهذا الوعي الإنساني له أسسه ومرتكزاته وأركانه التي سيصطلي عليها هرم المجتمعات والأوطان والأمم . وأول هذه الأسس / منظومة التعليم . منظومة العدالة الإجتماعية ومنظومة
النخبة ( وليس بمفهومها الطبقي ) منظومة خبراء كفاءات سليمة الرؤية وسليمة الباطن والضمير ونكران الذات خدمة للمصالح العليا لهذه الأمة التي تخبط خبط عشواء . هناك زعامات لأمم أصبحت اليوم أمما
فعالة وقوية ومزدهرة بشعوب مؤطرة تأطيرا علمانيا وعقلانيا تساهم بحنكة وفعالية في بناء مستقبلها فلما لا نقتدي بها؟ . فالقاعدة الأساسية لكل تقدم هي خدمة الشعوب . لأن خدمة الشعوب من خدمة الأوطان والأمم .
فالإدارات التي لا تخدم مواطنيها وتبتزهم مثلا وتستفزهم وتعذبهم هي إدارات بالضرورة فاسدة . وحينما تكون الإدارة فاسدة فإن الشعوب نفسها تتحول إلى شعوب فاسدة لأنها بدون حقوق تخصها فتندفع إلى
سرقتها ونهبها بالطرق المشبوهة فيصبح الجميع مشاركا في الفساد . فينتشر التسيب والفوضى والنهب وتختفي القيم الجميلة من حياة الشعوب ليخلص الجميع إلى الإصابة بالخلل العقلي .وهذا بالضبط ما يحدث الآن
للأمة العربية . وبات واضحا أن العالم العربي باختلاف أنظمته وتناقضاتها ما هي إلا ألعوبة في يد القوى العظمى من هذا المعسكر أو ذاك . والشعوب هي من تؤدي الثمن ولكن إلى متى ؟