احذر العدوانية بقلم:مينا سمير
تاريخ النشر : 2020-05-30
*احذر العدوانية*

حديثنا اليوم عن ظاهرة قد تبدو غريبة ولكن يجب الحديث عنها وذلك لكونها تتخذ حيزاً مهماً فى حياتنا ،حديثنا اليوم عن العدوانية أعلم ان هذه الكلمة قد تبدو صادمة ولكن أحياناً نحتاج إلى الصدمة حتى نفكر فى حجم الخطر الذى نرتكبه بدون وعى كاف فى حق أبنائنا ،فمثلاً عندما يرتكب طفل خطأ معين أجد معاقبته تتم
بالصراخ فى وجهه أو وصفه بالكلمات السلبية التى تهدم بدلاً من البناء تلك الكلمات السلبية مثل أنت فاشل ،أنت أقل ذكاء من سائر زملائك والمزيد من العبارات على نفس الشاكلة التى تجعل سلوك الطفل يتغير بشكل كامل من طفل سوى ذو نفسية سوية نجده يتحول إلى طفل عدوانى حاد الطباع ويصعب السيطرة على تفكيره لأننا قد نكون السبب فيما ما وصل إليه من الأساس ،عزيزى القارئ قرأت فى أحد الكتب عن طفل فى الحضانة عندما وجد طفلة تبكى بدأ يصرخ فى وجهها حتى تصمت ولكن
الطفلة لم تصمت بل كلما طلب منها الطفل الكف عن البكاء كانت تزداد فى البكاء ، ولكن عندما وجد الطفلة لم تكف عن البكاء بدأ يضربها وينفذ السلوك العدوانى الذى اعتاد عليه ظناً منه ان الذى يجعل من أمامه يصمت هو ان يصرخ فى وجهه او يقوم بضربه ،رسالة أود نقلها إلى كل أسرة أو إن صح التعبير إلى كل أب وأم
احذروا من العدوانية لأن طفلكم يشبه النبتة الصغيرة التى اما ان تغرسوا بها الثمار الجيدة وتقوموا برعايتها أو تغرسوا بها ثمار العدوانية التى تكبر معها إلى حد يجعل من الصعب السيطرة عليها ، طفلكم يشبه المرآة سوف تعكس الصورة التى
تكون بداخلها فأما ان تنشأوا طفل معتدل السلوك متوازن من الناحية النفسية أو طفل عدوانى لديه المزيد من الأضطرابات النفسية ، هناك من يختلف معى فى اعتراضى على هذا الأسلوب ويقول لماذا تعترض على الطريقة التى تربينا بها جميعاً تلك
الطريقة اتبعت مع العديد ممن فى جيلنا وحققت نتائج جيدة ،اسمح لى ان أختلف معك فى هذا الجانب وأقول إن نجاح هذه الطريقة على نماذج معينة او ثبات فاعليتها على بعض الأشخاص فهذا لا يجزم النجاح الدائم لهذه الطريقة بشكل دائم لماذا؟ لأن كل عصر له متطلباته ،ملحوظة أنا لا أنادى بأن تترك طفلك بدون عقاب
عندما يرتكب خطأ ولكن أود منك أن تختار له حجم العقاب المناسب الذي تقوم به سلوكه من جهة وتترك شخص متوازن نفسياً من جهة آخرى المهم الأبتعاد عن العدوانية حتى لا تجد طفلك شخص ضعيف الشخصية لم يمتلك القدرة على تقرير مصيره أو اتخاذ قراره بنفسه.

بقلم/مينا سمير