مالك بن نبي المفكر السهل الممتنع بقلم:رابح عبد القادر فطيمي
تاريخ النشر : 2020-05-28
مالك بن نبي المفكر السهل الممتنع بقلم:رابح عبد القادر فطيمي


رابح عبد القادر فطيمي


الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي له أكثر من 20 مؤلف، جميعها تدور حول الحضارة ،منها شروط التهضة ، ميلاد مجتمع ، مشكلة الافكار مشكلة الثقافة ، المسلم في عالم الاقتصاد ،تأملات .ومالك بن نبي ليس له حل وسط هو مفكر ومثقف راديكالي صحيح أنه لم يتصام مع السلطة كونه ذكيا جدا و صاحب قوة ناعمة وانحصرت قوته في قوة الذكاء وقوة المعرفة ،رغم المضايقات التي تعرض لها لم تجر به الى ملعب المعارضة التقليدية ولم يحّول قضيته الى قضية شخصية زعامتيه شعوبية . فمنذ بداية حياته عرف هدفه وخطط له بطريقة محكمة في رأى بن نبي هناك شعب جاهل في حاجة إلى معرفة وانتشال مما هو فيه من غبن . فقدم نفسه أنه صاحب رسالة فوق النزعات الشخصية وفوق المناصب حتى أنه غادر وظيفته بعد سنوات قليلة كمدير في وزارة التعليم العالي وبدأ في عقد الندوات في بيته استقطب فيه الشباب الجامعي وأثمرت تلك القاءات لتتحول إلى حركة علمية هادفة تمسك بيدها قوة المشروع الحضاري إبن عصره يجمع بين المحافظة والمعاصرة ينسجم تماما مع الإنسان الجزائري المعاصر ومع العربي عامة ووجد الشباب في نفس الوقت الثقة في الدعوة الى مشروعهم الحضاري الجديد وليس كما كان يقال ويزعم بأننا رجعيون أمام المشروع الغربي الفرنسي وعادت الناس تتحدث عن لغتها العربية ودينها وتقاليدها وامازيغيتها وكأنّ الحياة دبت من جديد داخل الانسان الجزائري،من أبرز الأفكار التي تحدث عنها مالك القابلية للاستعمار فهو يدعوا إلى تصفية الاستعمار من العقول قبل الحقول وما فائدة تصفية الاستعمار من الحقول وبقائه في العقول وطرح بن نن نبي فكرة مهمة وهي شبكة العلاقات الاجتماعية ."فهو يرى من وجهة نظره لا تقوم الحضارة على التفكك الاجتماعي فلا بد من إحياء شبكة العلاقات الاجتماعية وإعادة ربط المجتمع بروابط متينة تتم عبر تقاليد وعقيدة يؤمن بها المجتمع التي تخلق الروح المسببة لشرارة الحضارة فبدون روح تحل الغريزة والبهمية في المجتمع التي يؤدي إلى أفول الحضارة"
ومن بين أفول وسقوط الحضارات يحلل مالك بطريقة عالية المنهجية والوضوح " لا يمكن لمجتمع ان ينهض وهو يعيش مرحلة الغريزة فلابد للمجتمع أن يقوم بدورة كاملة ليعود لمرجلة الروح لبناء الحضارة وإلاّ حتما أنه يعيش مرجلة مابعد الحضارة .كما نبهنا أنّ الأشياء القادمة من حضارة أخرى لا تبني حضارة فإنّ الحضارة تعطيك شيئها ولا تعطيك روحها وتكديس الأشياء لا يصنع حضارة ".

[email protected]