سنصلّي في قدس الأقداس معاً بقلم: منجد صالح
تاريخ النشر : 2020-05-28
سنصلّي في قدس الأقداس معاً بقلم: منجد صالح


منجد صالح

في الوقت الذي يُسارع فيه نتنياهو ويُسايق الزمن، في حملته المحمومة المدعومة أصلا أمريكيّا وربما "بالسرّ" من بعض الأمراء والملوك والحكّام العرب، في ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلّة، وخاصة الأغوار والمستوطنات ومن مناطق "سي"، بموجب خطة ترامب الأمريكية، "صفقة الفرن"، فإنه وعلى الجانب المُشرق، الجانب المُناقض تماما لجانب ترامب- نتنياهو المُظلم، يقوم محّور المقاومة، وعلى رأسه جمهورية إيران الإسلاميّة، وعلى رأسها سماحة السيد المرشد علي خامئني، بالإحتفال بالجمعة الأخيرة في شهر رمضان المُبارك، بيوم القدس.

إحتفالات حاشدة في إيران وفي عدّة دول وعواصم مما ترك إنطباعا بأن هذه الحشود وهذه المُدن "المُنتفضة"، التي تنتصر لفلسطين في يوم القدس، قد إنتصرت ايضا على فيروس الكورونا، الذي ما زال منتشرا عالميّا.

في خطابه بمناسبة يوم القدس، الذي نادى به المرحوم الإمام الخميني، بشّر السيّد خامئني بأن دولة إسرائيل الى زوال، مما أغضب "العروسان" المُتزوّجان حديثا "زواج متعة"، نتنياهو وبني غانتس، ليدخلا "عش زوجية" حكومة الإئتلاف الإسرائيلية معا. فزمجرا وأرعدا وأزبدا وهدّدا وتوعّدا إيران.

ودخولا في فسحة العيد "الضيّقة" هذا العام، بسبب فيروس الكورونا وتداعياته، إلا أنّ من يحمل "همّ" فلسطين في ذاته وفي كيانه وبين ضلوعه لم يغفل المناسبة في إبراز "عمله وأمله" من أجل إستعادة فلسطين والقدس الى أصحابها الشرعيين، والى الحضن الإسلامي والعربي الدافئ الواسع الرحب، وذلك بإصدار ونشر السيّد الخامئني لرسم يتمثّل فيه قادة محور المقاومة وهم يُصلّون في السجد الأقصى المُبارك.

صورة معبّرة ورائعة وعميقة برمزيّتها تكتسي أهمية خاصة في ظل الظروف القاتمة التي تمر بها القضية الفلسطينية، شبه المنسيّة عربيا، والمُنتهكة إسرائيليّا وأمريكيّا.

حملت الصورة "الرسم" عنوان "سنصلّي في القدس". وقد أظهرت أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله يقف في صدر الصورة، في باحة حرم المسجد الأقصى، وقبّة الصخرة تُشعّ في خلفيّة الصورة، تظللها غيمة بيضاء من نور تمثّل الشهيد، شهيد القدس، اللواء قاسم سليماني.

ويقف على يسار السيد نصر الله، إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. وفي السطر الثاني الذي يليه يقف زياد النخّالة، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

أمّا على يمين السيّد نصر الله، فيقف رجل الدين البحريني عيسى قاسم، وأيضا زعيم الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي.

وفي الصورة، وقف قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، الى جانب زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا، إبراهيم زكزاكي، وخلفه في الصف الثالث الرئيس السوري بشّار الأسد.

"تفاءلوا بالخير تجدوه". هذه الصورة المُعبّرة عن آمال وأحلام جموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، تندرج في هذا الإطار، وأيضا في أطار "وأعدّوا لهم ما إستطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"، صدق الله العظيم.



إسرائيل الدولة العدوانية التي قامت بالحديد والنار، على دماء وجماجم وآلام آلاف الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين، ما زالت توغل في عدوانيّتها وقمعها وبطشها بالشعب الفلسطيني الأعزل. لا تقيم ولا تحترم حدّا ولا وزنا للقوانين الدولية ولا حتى للشرائع السماويّة، ولا "للإتفاقيّات مع الجانب الفلسطيني". تستخفّ بها وتسخر منها ومن الموقّعين عليها، وتستولي على "الجمل بما حمل"، وتأكل كالجراد "الأخضر واليابس".

الحكومة الإئتلافية الإسرائيلية تشكلّت و"إنطلق قطارها السريع"، ونتنياهو، رغم التحقيقات التي تُلاحقه، يُحضّر نفسه وجيشه ومستوطنيه "لعملية الضمّ" في غضون شهر. لا يلتفت الى إحتجاجات أوروبا ولا إلى نداءات غوتيّرش والأمم المتحدة. نتنياهو "متغطّي ودافي" بلحاف ترامب.

وزير خارجيّته الجديد، غابي أشكنازي، يستذكر "هروبه" آخرهم من جنوب لبنان عام 2000 في مثل هذه الأيام. وكيف أن جيشه تحت إمرة "النزق" أيهود باراك "تعجّل" الخروج من الجنوب اللبناني بفعل ضربات رجال المقاومة المظفّرين، الذين دحروا الجيش الإسرائيلي "المُرتجف" حينها، وكنسوا معه العملاء من جيش أنطوان لحد، مخلّفات "زبالة" جيش سعد حدّاد، والذين تشرّدوا فيما بعد في شوارع المدن الإسرائيلية، وأصبح زعيمهم، الجنرال أنطوان لحد، بيّاعا، "مُعتبرا وعبرة"، للفلافل، "الطعمية".

إسرائيل تُعدّ العدّة "لبلع" ما تبقّى من الضفة الغربية، "بتسليك" من إدارة ترامب الأمريكية، وفي ظلّ "سبات عارم"، "سبات دامس"، من الأمّة العربية وممالكها ومشيخاتها و"مكاثي ومزارع" رؤسائها وأمرائها وملوكها.

فقط محور المقاومة هو الذي يستعد ويُجهّز العدّة والعتاد والصواريخ لمواجهة العدوان والضمّ. وليحرر المسجد الأقصى من برائن الإحتلال، ولتتحقق "نبوءة" الصورة وإمامة السيد حسن نصر الله، "فلا يفل الحديد إلا الحديد"، ولا "بيردّ الصاع إلّا الصاعين".