العذراء والعقرب! 14 بقلم:أحمد الغرباوى
تاريخ النشر : 2020-05-28
العذراء والعقرب! 14 بقلم:أحمد الغرباوى


أحمد الغرباوى يكتبُ:

العذراء والعقرب.. (١٤(

عندما نكونُ معًا؛ يَبْدأُ الطريقُ فى التحرّك..
أنا وانت وَحْدنا والسّكون.. لا أرغب الزّمن يمرّ.. ولا أريد وهج الحركة؛ فيلصّ مِنْ عُمْر حُبنا القصير..
وأناملك بقيْد بَطْن كَفّى؛ تهمسين:
- أحقًّا تحبّنى..؟
ومِنْ العام السّابع يحملنى ذاكَ العِبء.. ولا أزل صامتًا ساهمًا.. أكابدُ وَجع الفقد..
ولعدّةِ مرّات تداوى الروح نفسِ الوَجْعِ.. تجفّفُ دموع حقيق حُبّ فى الله.. ولا تزل تبقيها.. وتحتفظ بها لمخلوق نادر.. يستحقّ أن يكون أوْحَد حُبَ عمر.. وإنْ يحيا بجسده بعيدًا.. بعيدًا عن جسدك..
حُبٌّ لم تكن بحيْاته فرصة أولى ولا ثانية.. ويعرفُ أنك تريده بحياتك حياتك.. ولكنه قيْد السُّكات ولذّة السكون يركنُ ويخضعُ..
وتلتمسهُ آخر خَيْارات عُمره.. و
وتنتظر..!
تشتاقُ إليْه.. وتكابدُ الدنو من نمرة تليفونها.. تخشى أنْ تجرك اللهفة لما يجرح كبرياء.. أو يُفضُ حنينك، فيجرفك إلى ما تندم عليه لاحقًا..
ويأخذنى المجهولُ بعصابة وَحْشة افتقادك.. ويَجْلدنى سِيْاط الجوع والقيْظ إليْك.. ويغدو الحزن وطنًا بحاضر مخيّلتى.. 
أيْنما أكون؛ غَصب عَنْ؛ تتلاشى روحى ونَسْم السَّحَر.. 
وأتعبّدُ وطيْفك بغارِ حُبّ..
وفى سجودى أبلعُ ريقى.. وألعقُ مِلح دميْعاتى.. وأتمتم:
 - ياربّ..؟
وهو يرحلُ؛ يمزّق الشّيْخُ الطيّب المذكور فى كُلّ الأشعار والأوْرَاد خيوط العنكبوت.. وتتناثرُ واهيْة أمام باب الكهف..
ونحو الباب؛ تنادينى ريحك.. أزحفُ.. ويجذبنى مطرٌ غزيرٌ.. 
إمراةٌ تعرفُ إنّى فى الله؛ غيْرها ما أحببت.. وفى دلال (بُرج العقرب) توشوش باغترارها الراقص اشتيْاق روحى:
- أيها (البتول) العاشق ذُق (سِمّى(..
فإن تَعِش، لك أحْبَبتُ..؟
لم أنتظرُ نهايْة آخر حرف يدغدغُ شغفى.. ومنذ ألف ألف عام دفنتها بكلّى.. وبدّمى انثلت تدفّق ومزج مَىّ.. ومادونك عرفت الحُبّ جرح عُمْر.. و
ومُتّ..!

.....