حقبة تاريخية صعبة امامنا كفلسطينين بقلم: مروان سلطان
تاريخ النشر : 2020-05-27
حقبة تاريخية صعبة امامنا كفلسطينيين
بقلم مروان سلطان

منذ وعد بلفور المشؤوم سنة 1917 وعبر منحنيات تاريخية صعبة تعتبر القرار الاسرائيلي بالضم هو من المنحنيات الصعبةالذي تمر به القضية الفلسطينية في العصر الحديث. ذلك ان القرار جاء لينهي حلم الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على ارضه المجتزئه، وليوفر لدولة اسرائيل توسعا واراضي كانت من المفترض ان تكون مكوناتها نواة الدولة الفلسطينيةوعماد اقتصادها وتوفر ارضية للنمو الطبيعي للسكان الفلسطينيين.
نحن لسنا بصد الاسهاب في ما ستشكله هذه الاراضي للدولة الفلسطينية حال قيامها، ولكن ستوفر ارضية يمكن ان تبني عليها مقوماتها واستغلالها واستغلال مصادرها الطبيعية فيها.
الضفة الغربية بمدنها القائمة ومحافظتها بشكلها القاتم اضحت عبارة عن كنتونات مقطعة وغير متصلة الا عبر طرق التفافية صممت للمستوطنين للسير عليها تربط المستوطنات مع بعضها بالكيان الاسرائيلي، هذ جعل من التواصل الجغرافي في وضع معقد ويمنع تواصلها مع بعضها البعض.
وتشكلت تكتلات ديموغرافية ثلاث في الشمال والوسط والجنوب. استطاعت دولة الاحتلال ان تحاصرها عبر سلسة من المستوطنات فاغلقت مدنها ومنعتها من التوسع الطبيعي، وبالتالي بدئت تظهر في المدن الفلسطينية البناء العامودي وهذا سوف يجد نهاية له في فترة زمنية ما.
وهي احدى وسائل التهجير القسري عندما يفقد الناس امكانية التوسع الطبيعي على هذه الارض.
ولعل اكثر المدن تعقيدا هو في الخليل حيث يتداخل الاستيطان داخل الاحياء الفلسطينية فكان قامت سلطات الاحتلال وعبر حقبة زمنية امتدت منذ سنة 1967 احتلال الضفة الغربية والاجتياح الاسرائيلي للمدن الضفة الغربية سنة2002 بتهجير قسري للشعب الفلسطيني في مي الخليل للقاطنين في البلدة القديمة وازقتها وحول الحرم الابراهيمي فيما يعرف “ المسح العرقي" Ethnic . وهي السياسة التي اتبعت في الخليل خلافا لغيرها من مدن الضفة الغربية.اما في شمال الضفة الغربية فكانت سلفيت من اكثر المناطق التي تعرضت ايضا لسلسلة من المستوطنات التي قضت على اراضيها الزراعية وتمنع امتدادها ايضا. اما الوسط تعتبر الاستيطان امتداد للاستيطان في القدس لتشكيل القدس الكبرى.
وملخص القول ان مدن الضفة الغربية ومحافظاتها تحاط بسلسلة من المستوطنات التي احكمت الدائرة عليها. وقد كان الاستيطان دوما عقبة امام مباحثات السلام بين الفلسطينين والاسرائيلين، وكانت تتوقف هذه المسيرة وتحد من الاستمرار فيها.
وقد كانت الادارات الاميريكية والاتحاد الاوروبي وروسيا تقف من الاستيطان موقف واضح بان الاستيطان مخالف للقانون الدولي وهو كذلك، الى ان جاءت الادارة الاميريكية الحالية بزعامة ترامب الذي صدر مبادرة تخالف مفاهيم القانون الدولي وتمنح اسرائيل حق الضم من طرف واحد وتحاول فرض ذلك من خلال موافقة الفلسطينين في اطار مباحثات سلام ستدعو لها واشنطن عقب الاعلان عن الضم ودعوة نتنياهو للرئيس عباس لمباحثات ومفاوضات اجندتها الضم والقدس عاصمة اسرائيل بموافقة الجانب الفلسطيني.
ومع تصدر الجانب الفلسطيني التخلي عن الاتفاقات والتفاهمات في اسلو بدئت اسرائيل سياسة التهديد والوعيد وتشويه الرئيس والسلطة الفلسطينية عبر ادواتها .
ومن جهة اخرى تشعر اسرائيل بالمعارضة الدولية لعملية الضم، واخذت باستخدام اللهجة الديبلوماسية للتخفيف من ذلك لتعلن انها ستطبق القانون الاسرائيلي على المناطق بدل اعلان الضم.
هذه الموجة الساخنة والتي تاتي بعد الجائحة تعتبر تهديدا خطيرا للامن القومي الفلسطيني والعربي. وتعتبر توسعا عدوانيا على حساب الارض العربية الفلسطينية.
لقد شهدنا ازالة مستوطنان في كل من سيناء وغزة ومناطق اخرى، واني ارى الغد كما الامس ان هذه المستوطنات ستزول ويهود الحق لاصحابه.