الحكمة خير من اللآلئ

قال سليمان فى سفر الأمثال أن الحكمة خير من اللآلئ وكل الجواهر لا تساويها، وفى دراسات نفسية عديدة قد بحثت فى موضوع الحكمة وجوهرها توصلت إلى أن الحكمة ليست شيء فطرى نولد به ولكنها قرار يليه إجتهاد، ووجدت دراسة لعالم نفس فى جامعة واترلو بكندا أن الحكماء لا ينغمسون بشدة فى تفاصيل المواقف والأمور ولكنهم ينظرون للأحداث من بعيد حتى تتضح لهم الرؤية بشكل أوضح وأعمق، لأن الحكمة تتطلب تحرى الدقة بشدة قبل إصدار أى حكم وهو ما يسمى بالتفكير العقلانى، ثم توصلوا بذلك إلى حقيقة مفادها أن الأشخاص الحكماء هم أناس أطول عمراً من الآخرين.

يروى أحد أشهر الكتاب الأمريكيين عن قصته فى قطار الأنفاق بمدينة نيويورك عندما كان ركاب القطار جميعاً جالسين فى حالة من السكينة والهدوء، البعض منهم كان يقرأ وآخرين كانوا متأملين فى سكون النفس، وصعد رَجُل بإحدى المحطات بصحبة طفليه ولم يكفوا عن الإزعاج، وحين نفد صبر ذلك الكاتب قال للرَجُل إنكم حقاً مزعجين للغاية وأنت شخص عديم الإحساس أنت وأبنائك، فقال له الآخر بلطف.. أنت على حق لقد أزعجناكم كثيراً ولكن سامحنى إنني عاجز عن التفكير فزوجتى قد توفيت فى المستشفى منذ قليل، فشعر الكاتب بالخجل الشديد من تصرفه.

تذكر أخيراً أن الحكمة تؤثر فى حكمنا على الأشياء، وهى تنمو بالمعرفة والصبر.  

د.ريمون ميشيل
إستشارى الصحة النفسية وباحث فى العلوم الإنسانية