أسطورة التنسيق!!بقلم:ماهر حسين
تاريخ النشر : 2020-05-27
أسطورة التنسيق!!بقلم:ماهر حسين


أسطورة (التنسيق) !!!!
ماهر حسين .
حدثت تطورات كبيرة في الموقف الفلسطيني خلال الشهر الاخير حيث في ظل شهر رمضان الكريم وفي ظل مواجهة جائحة الكورونا تم إطلاق إشارة البدء بالعمل الفعلي على إيقاف التنسيق الأمني مع إسرائيل وكذلك مع الولايات المتحدة الامريكية التي تربطها وفلسطين إتفاقية أمنية تختص في مكافحة الإرهاب .
هذا التطور الافت في الموقف الفلسطيني جاء ردا" على إستعدادات الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة نتنياهو – غانتس لضم مناطق من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في تطبيق من جانب واحد لما يسمى بصفقة القرن التي ترفضها فلسطين أصلا".
الموقف الفلسطيني جاء في وقت تتراجع فيه قضية فلسطين على أجندة العالم العربي الرسمي والشعبي ويحدث هذا التراجع في قضية فلسطين لعدة أسباب أهمها بأن الشأن المحلي للدول العربية بات يشغلها عن فلسطين وقضيتها التي بات البعض من الأخوه العرب لا يعتبرها قضيته أصلا"،طبعا" لسنا بوارد نقاش الأراء التي تقول بأن (فلسطين ليست قضيتي) فهذا شأن هؤلاء الأفراد الذين فقدوا الإتصال مع هويتهم وعروبتهم ويبدو لي بأنهم لا يعوا شيئ من تاريخهم وللتذكير فأنه عندما تم إحتلال فلسطين عام 1948 فلقد تم إحتلالها بعد أن هٌزمت الجيوش العربية في فلسطين وأتحدث عن جيوش رسمية من كل من (مصر ، الأردن،لبنان،سوريا ،السعودية ، العراق) بالإضافة الى متطوعين عرب ومسلمين من عدة دول بالعالم العربي والإسلامي أبرزهم تركيا والسودان، يومها هٌزم العرب وهٌزمت جيوش العرب على أرض فلسطين وضاعت فلسطين وبدأت قضية اللجوء الفلسطيني حيث واجه الفلسطيني ويلات اللجوء والإنتزاع من الوطن مع وجود تعاطف عربي رسمي وشعبي كبير جدا" في ذلك الوقت ولكن هذا التعاطف بات يتراجع يوما" بعد يوم .
عدت للتاريخ للتذكير بأن فلسطين عربية وأكرر بأن فلسطين عربية بتاريخها وواقعها وتفاصيل كل ما في قضيتها حتى لو قال البعض من الأخوه العرب (فلسطين ليست قضيتي ) ولكنها حتما" قضية الشرفاء الذين لا يقبلون بظلم الأشقاء من قبل المحتل والذين لا يقبلون بضياع حقوق العرب في فلسطين ، أقول ذلك ، شاء من شاء وأبى من أبى ، فكما يبدو وللأسف يبدو بأن البعض ممن لا يريدون لفلسطين أن تكون قضيتهم تأثروا بكراهية شخصية أو تأثروا بالواقع العربي الصعب وبالإنشغال بالذات وقد يكونوا قد تأثروا بحملات شيطنة وتشويه الشعب الفلسطيني من قبل الإحتلال وأعوانه الذين يعلمون بشكل ممنهج ولافت لتشويه الفلسطيني وعلى تبرئة الإحتلال ودولته .
طبعا" الشعب الفلسطيني كباقي شعوب العالم له أخطاء ولقيادته أخطاء سياسية وهذا هو الطبيعي ،وللأسف ما زلنا شعب عاطفي في أحكامنا فإذا شتمنا شخص ما قمنا بتعميم الامر على الشعب والدولة التي ينتمي لها وهذا غير صحيح تماما" .
نعم نحن لنا اخطاء وهذا لا يمكن أن ننكره ولكننا شعب محتل أنهكته السياسة وقسمته الدول التي تريد إستغلال قضيته لصالحها ولقد تحالفت ضد شعبنا قوى كبرى وتحاول بعض الدول ذات الأجندة بأن تسيطر على العقل الفلسطيني لحرفه عن مساره بإعتباره شعب ساعي للتحرر من خلال تشويه الموقف العربي وخلق عداء فلسطيني عربي وهنا أقول وكمثال بأن الموقف السعودي من فلسطين ثابت ومحدد وهو موقف قومي إسلامي واضح وتاريخي وعميق ولكن هناك قناة فضائية(الجزيرة) ومعها الإعلام الإخواني تعمل ليل نهار على تشوية الموقف السعودي الرسمي والشعبي من فلسطين ومن قضية فلسطين وهذا حتما" يترك أثر لدى بعض أبناء الشعب الفلسطيني الذي ما زال البعض منه وللأسف يعشق الكلمة ولا ينظر للفعل (يمكن تناول عدة أمثلة لقيادات عربية وغير عربية تحظى بشعبية لدى الشعب الفلسطيني ولكنها لم تقدم لفلسطين سوى الكلمات الكبرى والقوية البعيدة عن أي فعل ) .
لا أريد الخوض بتفاصيل وإن كانت الحديث عن هذا الأمر الهام هو أمر هام فعلا" ولكني أرجو من الجميع الرفق بفلسطين وشعبها فنحن المستضعفين الذين أٌخرجوا من ديارهم .
ليس المجال اليوم للحديث عن فلسطين القضية فالحديث اليوم عن المرحلة الجديدة التي تمر بها القضية الفلسطينية بعد بدء العمل على وقف التنسيق الأمني مع الإحتلال، فوقف التنسيق الأمني بدء فعليا" وله ما بعده من تفاعلات على الأرض المحتلة فلقد فشلت كل محاولات القيادة لإطلاق المقاومة الشعبية السلمية في ظل وجود التنسيق الأمني المتهم دوما" حيث في السابق إستحال إطلاق المقاومة الشعبية في ظل الحفاظ على مظاهر التفاهم بين النظام السياسي الفلسطيني مع الإحتلال ولكن الان زالت الحجة المسماة بالتنسيق الأمني .
حيث في قادم الأيام سيكون السؤال الأهم ما العمل وهل ستكون المقاومة الشعبية السلمية هي الخيار القادم مع تأكيدي التام على أن خيار المقاومة المسلحة لن يكون في صالح قضيتنا وشعبنا أبدا" ، طبعا" لدى قناعة تامة بأن مستخدمي حجة التنسيق الامني وبشكل خاص من أبناء اليسار المقاوم جدا" بالكلمة ومعهم أخوتهم من منتسبي اليسار في منظمات المجتمع الدولي(انجوز) سيجدوا حجة جديدة للتعبير عن عجزهم وهذا ما اعتدناه منذ غياب اليسار الثوري وطبعا" ومن جهة أخرى أتباع الإخوان المسلمين في فلسطين لا يتحركوا بدون تعليمات من قيادتهم التي تربطها مصالح وجودية مع طهران وهم لا يعملوا ضمن الأجندة الفلسطينية أصلا" فحماس تحديدا" لها أجندة تخص نظام دولتها في غزة وعلاقات قيادتها مع ايران وقطر بشكل أساس ومن بعد ذلك علاقة قيادتها بتركيا ومصالح الجهات المذكورة جميعها .
بالمختصر ،،،،
سقطت أسطورة التنسيق وسيسعى البعض لإيجاد أسباب أخرى ، سقطت أسطورة التنسيق وستسقط معها النظرية القائلة بأن السلطة الوطنية قائمة على التنسيق وفي حقيقة الأمر بأن السلطة قائمة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وعلى الصادقين من كوادرها ممن سيعملوا بكل إخلاص على إسقاط مخططات الضم الإسرائيلي وكذلك إسقاط كل خيارات الفوضى والإنقلاب ، كما يبدو المرحلة القادمة ستكون صعبة وقد تكون صعبة جدا" ولكني على ثقة بالشعب الفلسطيني وبقدرته على الصمود وعلى الكفاح لتحقيق أهدافه.