الحزن اخترقني فصنع ذاتي بقلم نور محمد الدينه
تاريخ النشر : 2020-05-21
الحزن اخترقني فصنع ذاتي ..
لماذا لا يكون لنا شهادة تحمل معاناتنا وآلامنا؟ شهادة يكتب بها كم صبرنا، و لبثنا،و تحملنا العديد والكثير من المساوىء التي حلت بنا، لماذا لا يكتب في خانة إنجازاتنا كيف انتقلنا من مدرسة لآخرى وكيف كان شعورنا حينما فقدنا البيت الذي ولدنا وكبرنا فيه، وكيف اكتشفنا تلك الخدعة المريرة، كيف خبأنا أعباءنا ومشكلاتنا عن قلوب أمهاتنا كي لا نرى حزنهن علينا، كيف تصرفنا بشجاعة كبيرة حينما أجبرتنا الظروف على أن نمر ونسلك بطريق لا يمثلنا ولا نهواه وكيف تفرقنا عن أحبتنا، وكيف احتوينا الألم وحزن أصداقئنا المقربين داخل روحنا وتظاهرنا بالقوة والصلابة رغم تهشمنا من الداخل، الكثير من الكيف التي لا نحصيها ولا نعدها، لماذا لا يكتب أي منهما في خانة إنجازاتنا و شهاداتنا. تلك الشهادات و الأوراق التي لا تحمل ولا ذرة من معاناتنا وآلامنا وانخذالاتنا لا تحمل التعب النفسي والجسدي الذي مر بهما صاحبها! هي لا تحمل سوى اسمه واسم التخصص والجامعة فقط.!
ليتنا ثبتنا ولبثنا كما كنا عند أول عشرة من عمرنا عندما كنا نجيد فن التعبير عن مشاعرنا ومدى حزننا و سعادتنا ليتنا استطعنا أن نذهب لحضن أمهاتنا ونغمر رأسنا فيه ونبدأ بالبكاء الشديد لأننا رأينا الضئيل من الحزن والتعب كنا حينها نخفف عن قلوبنا، لكن لا أظن لو أننا ذهبنا الآن لخف شيء لأن قلوبنا انهارت قواها وخرت ميتة ليبقى ألمها داخل روحنا. ليتنا بقينا وثبتنا واقفين بعد كل ما صبرناه وتحملناه من المشقة و الانكسار والحزن كذلك. خسرنا الكثير والكثير، هيهات خسرنا أكثر مما كسبنا !.
انهدرت جميع طاقاتنا وقوانا ونحن نخبىء تعبنا الجسدي والنفسي قبله،ونحن نتظاهر بالقوة والصلابة وعدم المبالاة لشيء رغم احتراقنا وضعفنا من الداخل، كنا نخشى أن نميل كي لا يسقط من يستند علينا كي نكون قد الحمل والمسؤولية . لا أعلم هل لنا أن نعود كما كنا ؟ بعدما هدرنا طاقاتنا وأضعنا ربيع شبابنا، وبعدما سقطنا عدة مرات وتألمنا بشدة فيها و أصرينا على الوقوف ولكن في المرة الأخيرة لنا سقطنا وسقط قلبنا معنا تألمنا كثيرا جدا ومات قلبنا وشعورنا كانت آخر محاولة !!
كل شيء حصلنا عليه لم ولن يقدر أي شيء مما عانيناه و مررنا به، فنحن فقط نحصل على شهادة تقديرا لإنجازاتنا التي نقوم بها بعملنا والتي هي واجب علينا كي نضعها ببرواز أنيق ونعلقها على الجدار؛ فالشهادات والأوراق أقرب للجدار من ذاتنا.
ولكن من قام بصنع ذاتنا مثلما صنعت إنجازاتنا تلك الشهادات ؟! من !
لا جدوى أنها المواقف و هذا التعب والخذلان الذي مررنا بهما ف هم من قاموا بصنعنا كي نكون رغما عنا بهذا الشكل الغامض، فلولا كل ما مررنا به لكنا ثابتين و واقفين عند الصفر ولم نتحرك بتاتا فشكرا لكل ما حل بنا .