قرار الرئيس ماذا بعد؟ بقلم:مروان سلطان
تاريخ النشر : 2020-05-21
لم تجر العادة ان تتلقى دولة الاحتلال ردا على اجرائها اتجاه حقوق الشعب الفلسطيني ، كانت سياسة النفس الطويل مدعاة للاحتلال ليوغل في سياسته العدوانية على الشعب الفلسطيني.
وعلى مدار العقود الماضية ومنذ الاجتياح للضفة الغربية في العام 2002 وحرب شارون المستعرة كانت قد فضت بكارة اوسلو في ذلك التاريخ وانتهى العهد الذهبي للسلطة الوطنية الفلسطينية، وصعودها المتميز في بناء المؤسسات باتجاه اعلان الدولة.
منذ ذلك التاريخ عملت اسرائيل كل ما بوسعها لتقويض المؤسسات الفلسطينية وتحطيمها وافراغها من محتواها، وارادات من ذلك مؤسسات ضعيفة هزيلة فارغة من سيادتها ومقوماتها باتجاه تحقيق الهدف الرئيس انهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
واستمر التدخل اليومي في الحياة الفلسطينية وتعطيل مسار تنفيذ البرامج على الارض وخاصة مكافحة الجريمة ومطاردة الخارجين عن القانون على مدار السنوات الماضية.
من الواضح ان اسرائيل ارادت ان توصل رسالتها بان الادارة الفلسطينية وجب ان تتماشى واهداف سلطة الاحتلال الاسرائيلي وهذا ما حاربته المؤسسة الفلسطينية عل الدوام وكانت مطاردة ساخنة لتحقيق هذا الهدف ، يقابلة انعكاس للتيار الوطني الصاعد في المؤسسة الفلسطينية.
ومع استمرار الحال صعودا واخفاقا كان الاحتلال يفرض اجندته على الساحة العملية , والمؤسسة الفلسطينية دفعت بقوة باتجاه بناء الوطن والمواطن.
لقد جاء قرار الرئيس محمود عباس استجابة لنداء المواطن الذي تبناه المجلسين المركزي والوطني ، وبعد اجراءات مصيرية تحد من قيام الدولة وتنتقص من قيمة الفلسطينين بدعم الادارة الاميريكية الذي بدء في نقل السفارة الى القدس باعتبارها العاصمة الابدية لاسرائيل وثانيها سياسة الحكومة الاسرائيلية الجديدة في ضم الضفة الغربية الى دولة اسرائيل.
هذا القرار الفلسطيني جاء ايضا مرافقا لصوت المملكة الاردنية الهاشمية الذي اكد على موقف الاردن الثابت من القضية الفلسطينية ودعم القيادة الفلسطينية.
من المؤكد ان اسرائيل امام مواقف دولية محرجة وهي التي انتقدت على لسان رئيسها ما يسمى سياسة الميكروفونات في اشارة الى التهديد الاوروبي على ضم الضفة الغربية.
ومن المؤكد انها لا ترغب بمواجهة جماعية لتلك الردود ، ولكنها ستعمل على تفكيك الموقف الدولي لتتمكن من تنفيذ ماربها على ارض الواقع ، وهي التي سمحت للطيران الاماراتي والقطري للهبوط في تل ابيب تحت ذريعة دعم الفلسطينيين ، وهي بداية التطبيع بين هذه الدول واسرائيل.
اسرائيل دولة تمتهن القدرات لتذليل العقبات عبر الاغراءات التي تقدمها لدول العالم من تكنولوجيا وعلوم وتطور في مختلف المجالات، وهذا ما ينقصنا فنحن امام واقع خجول يحتاج للنهوض بالمستويات العلمية وتطور ونمو اقتصادي وبشري لنستطيع المنافسة صعودا ولكن ذلك يحتاج الى الكثير واهمها التفكير خارج الصندوق المغلق وسياسة الممالك المغلقة.
على قدر اهمية القرار من التحرر من المسؤوليات باتجاه اتفاقية اسلو فان ذلك سيكون فارغا اذا لم يتماشى ويتساوق مع الاهتمام بالشان الداخلي الفلسطيني. وناهيك ما الشان الفلسطيني الجميع يدرك هنا ان الانقسام هو اخطر ما نواجه انه اخطر من اوسلو وهو الذي تعمل دولة الاحتلال على ترسيخه ويتساوق كل المستفيدين من هذا الواقع، لقد حانت ساعة انهاء الانقسام البغيض ، وحانت توحيد الصفوف والسمو على الرغبات الشخصية ، هنا فقد سنواجه المخاطر التي تحدق بنا.
لعل هناك سامع فيوعى ، هذا احتراما للاسرى احتراما للشهداء احتراما للقدس احتراما للوطن.