ليوم العيد بقلم:أ.شريف قاسم
تاريخ النشر : 2020-05-20
ليوم العيد الكبير
للأوفياءِ الحِرزُ في الزلزالِ = يُرجَى لهم من ربِّنا المتعالي
آذاهُمُ الحقدُ الدفينُ : قناتُه = لمَّـا تزلْ بصدورِ ركبٍ غالِ
وافى المرابعَ عيدُهم ، فمن الجنى = هـمٌّ ثقيلٌ لم يَدُرْ في البالِ
قالوا : غدا عيدٌ ، فقلتُ ومهجتي = كلمى . يطيبُ العيدُ للأطفالِ !
لكنْ ملاعبُهم تفيضُ بأدمعٍ = ودمٍ ورعبٍ من صدى الإعوالِ
ومن العقيلات اللواتي راعهُنَّ ... = ... خميسُ شرٍّ جاءَ بالأهوالِ
في سجنِ طاغيةٍ ، ومعتقلٍ به = من خيرةِ الأبرارِ في الأجيالِ
والعيدُ أفراحٌ لأمتِنا بما = أعطى الهُدى من نعمةٍ ونوالِ
والعيدُ يفرشُ للقلوبِ مسرَّةً = لوضاءةٍ في صبحِه وجمالِ
لبسَ الجديدَ بيومِه أطفالُنا = واحسرتاهُ على الجديدِ التالي !
وتزاور الأرحامٍ في أفيائِه = أزمانَ يستذرون بالإفضالِ !
ياعيدُ وجهُك مشرقٌ في عالَمٍ = فيه نكابدُ وطأةَ الأغلالِ
والناسُ أشغلَهُم هنا إدمانُهم = آهٍ ... على الآهاتِ والأنكالِ
في كل بيتٍ مأتمٌ ومناحةٌ = لم ترتحلْ في الصبحِ والآصالِ
ياعيدُ : كيف تُجدَّدُ الأفراحُ في = قومي وهم في ليلِ سوءِ الحالِ ؟!
أجريتُ فيك مشاعري كمدامعي = حرَّى تبثُّ الحزنَ في أقوالي
لكنْ إذا زالَ العفاءُ ، وأورقتْ = أدواحُنا باليُمنِ والآمالِ
وتبدَّدَ الليلُ الطويلُ ، وأمَّتي ... = ... انتفضتْ وسارَ الخيرُ في أرتالِ
ولمجدِها نادى المنادي ، فانثنى = عهدُ الخنوعِ ، وجاءَ بالأبطالِ
فبوُسعِ مَن خان الأمانةَ أن يرى = ماكان للإسلامِ من إجلالِ
ويرى قتارَ العارِ يغشى أمَّةُ = من هولِ ماذاقت من الأهوالِ
هي أمَّتي اغتيلتْ بليلٍ مظلمٍ = بفسادِ سيرةِ مرجفٍ محتالِ
فلقد طوتْ قدراتِها أكذوبةٌ = من صنعِ كيدِ الخائن الدَّجَّالِ
والعيدُ كشَّرَ رغمَ بِشْرِ شموخِه = وبهاءِ طلعتِه مدى الآجالِ
والمشرفيُّ ذوى سناهُ ، وحدُّه = واهٍ به صدأٌ من الإهمالِ
فتداعت الأممُ التي تخشى إذا = هبَّتْ كتائبُ جندِه الأنجالِ
سملوا عيونَ المبصرين ، وأبعدوا = أهلَ الصَّلاحِ عن الطريقِ العالي
وتكاثرَ الخُذَّالُ من أهلِ الهوى = بئس الهوى المذمومُ في الخُذَّالِ
كنَّـا إذا ما أقبلتْ أعيادُنا = في طيبِ إيناسٍ ، وطيبِ وِصالِ
نرنو إلى الرحماتِ تغشانا وقد = جادَ الكريمُ هناك بالإفضالِ
ولأنها الآمالُ ما انصرمتْ ولم = تجفلْ عزائمُنا عن استهلالِ
قد آثرتْ خوضَ المعامعِ بكرةً = وعشيَّةً لم ترضَ بالإذلالِ
ستعودُ بالقيمِ الرفيعةِ أُمَّةٌ = بيدِ الكميِّ ، ووثبةِ الرئبالِ
وبعودة التوحيدِ لن يبقى الدُّجى = يُرخي ستائرَه على الأجيالِ
يطوي المؤامرةَ الدنيئةَ نورُه = وبه نردُّ قيادةَ الأنذالِ
فسينطوي صلفُ الطغاةِ ، وجورُهم = ويُداسُ حكمُ ضلالةٍ ونكالِ
يُروى الظماءُ من الرَّواءِ ، وإنَّما = للنَّكسِ مُـرُّ تَصَحُّرٍ و وبالِ
فلكلِّ طاغوتٍ بغى يومٌ به = يهوي به من كِبرِه المتعالي
هيهاتَ يفلتُ من عقابِ فجيعةٍ = جاءتْه من ذي العرشِ والإجلالِ
لم يرتغبْ إلا لشهوةِ نفسِه = في الظلمِ والإفسادِ والإخلالِ
هي بيئةُ السفهاءِ أملقَ وجهُهُم = فعليه قُبحُ مهانةٍ وكلالِ
ومن الصدودِ عن الشريعةِ والهدى = والحربِ دونَ الحكمِ والأموالِ
هو شؤمُ أهلِ الكفرِفي أممٍ بدتْ = تختالُ في إفرندِها المتلالي
لكنَّه وهمٌ ، ومحضُ ضلالةٍ = قد ذُمَّ في الإدبار والإقبالِ
أمُّ النوازلِ فرَّختْ ، فلقد أتاها ... = ... اليومَ شؤمُ هوى الخدين الغالي !
عدَّدْتُها من قبلُ أوجاعًا عدتْ = بِيَدَيْ مخاتِلهم ، ولؤمِ فِعالِ
ومن الكروبِ أتتْ بها أنيابُهم = فدمٌ يسيلٌ ليمنةٍ وشمالِ !
والكون ماعادت على آفاقِه = تُتلى معالمُ سورةِ الأنفالِ !
والصَّافناتُ الضُّمرُ أقعدها العنا = فاستوحشتْ ثكلى بغير نزالِ !
والصِّيدُ ، أين الصِّيدُ أجنادُ الهدى = ونفيرُ أبرارٍ ، وصوتُ بلالِ !
ومباهجُ العيدين مازجها الأسى = في الحلِّ ـ أخوى البِشرُ ـ والتَّرحالِ
*** ***
هيهات ! قلناها، وكم قالوا لنا = سيكونُ دينُ اللهِ كالأطلالِ
فابكوا لبانتَكم هنالك إنها = رجعيَّةٌ ماتتْ بلا إطلالِ
هيهات ! مازلنا نردِّدُ : إنَّكم = عميٌ ، فبئسَ الرِّفدُ من جُهَّالِ
هيهاتَ ! نـمَّ عليكُمُ وهجُ الضُّحى = والشَّمسُ لن يُمحَى سناها الحالي
هي شرعةُ الإسلامِ باقية وكم = قـد هُـدَّ من صنمٍ ومن تمثالِ
إيمانُنا باللهِ بدَّدّ بأسَكم = والكفرُ تاهَ ، وإنَّه لِزوالِ
مهما تآمرتم ، ومارى غيُّكم = فالبهرجُ المذمومُ لهوٌ بالِ
منَّـا الأغرُّ : شبابُنا و شيبُنا = ومن المطايا صهوةُ الأبطالِ
وغدأ ترون بساحنا إدبارَكم = وترون منَّـا صبوةَ الإقبالِ
هيهات يثنينا تَوَقُّدُ حقدِكم = فالصبرُ شيمتُنا ، وحُسنُ الفالِ
شريف قاسم