زهو المجد الإسلامي بقلم:أ.شريف قاسم
تاريخ النشر : 2020-05-19
زهوُ المجد الإسلامي ...
خَلْفَ نُورِ الإسلامِ هـامَ فؤادي = وَاطْمَأَنَّتْ نَفسِي إلى مشواري
وّحَنِيْنِي بفيضِ حُبِّي تَغَنَّى = بِمآتي المبعُوثِ للأمصـارِ
أيقَظَتْ فطرَتي تَوَلُّـعَ روحي = مـذْ تَجَلَّـى صباحُهـا في دياري
فَلِرَبِّـي كلُّ المحامدِ تُزْجَى = والتَّسَابيحُ زهـوُهـا في مَدَارِي
مـا انْثَنَـى شأوُ هِمَّتي لاعتِزَازٍ = بالمثاني و سُنَّةُ المختارِ
إنَّهـا نِعْمَـةُ اليقينِ بِرَبِّي = وسِواهـا يَحُوْرُ للأوزارِ
***
ليلةُ القدرِ مُجْتَنَاهـا حَفِيٌّ = بهبـاتِ الكريمِ ذي الإحسانِ
المقـامُ العَلِّيُّ والعفوُ يُهدَى = للمُجَـافينَ فِتْنَـةَ الحدثانِ
هي ساعاتُ رِفْعــةٍ مـا وعـاهـا = أهـلُ لّذَّاتِ مرتعِ الحرمـانِ
مـا أطلَّتْ إلا على مَـنْ أتاهـا = بفؤادٍ هفــا إلى الرحمنِ
يَتَثَنَّـى بشوقِـه في خشوعٍ = وبِذكرٍ إمتاعُـه في اللسانِ
أيُوَلِّـي مَنْ ذاقً طعـمَ التَّداني = عـن نعيمٍ لـه وعن رضوانِ !
***
لكَ نفسٌ إنِ ابْتَغَيْتَ علاهـا = فَاغْمِسَنْهَـا بتوبةٍ للقبـولِ
وَاسْمُ بالصَّوْمِ إنْ أردْتَ ولوجًـا = في نعيمِ الأفاضلِ المأهولِ
هو للهِ والثَّوابُ عميمٌ = ليس يُحْصَى كالمزْنِ أو كالسيولِ
في ظلالِ الرضْوان مُنْبَجِسَاتٍ = من عيونٍ قدسيةِ التأويلِ
فيه زُلْفَى خلودُها ليس يفنَى = وستفنى الدُّنى وكلُّ نَزيلِ
إنَّـه الصَّومُ ليس يَرْضَى بذاتٍ = كبَّلَتْها اللَّذاتُ بالممطولِ
***
أُمَّتي لـم تَمُتْ فَبُعْدًا لِيَأسٍ = قد تدانى وسواسُه في الليالي
أُمَّتي أٌمَّـةُ المثاني هُـداهـا = لـم يَدَعْ في أبنائِهـا من ضلالِ
فَلَهَـا الرِّفْعَةُ التي لاتُجَـارى = إذْ تسامتْ بدينِهـا لا بمــالِ
ولهــا الوعدُ من نَبِـيٍّ كريمٍ = كـي تُعيدَ التاريخَ حُلْوَ الخِصالِ
قـد تَأَذَّتْ من العدوِّ ولكنْ = ما أماتَ العدوُّ بِيْضَ الفِعـالِ
هـي عادتْ بالمرهفاتِ و رَفَّتْ = مـؤذِنَاتٍ راياتُهـا للنِّـزالِ
***
التَّمـادي مع التَّكّبُّرِ شــرٌّ = في فسادٍ تَمُجُّــهُ الأخلاقُ
هـو في ذئبِ الجاهليَّةِ سَمْتٌ = لضــلالٍ من فـوقِه أطباقُ
فَالْعَدُوُّ المُســـاورُ المُتَعَالي = أَزَّهُ الكفرُ والأذى والنِّفاقُ
فتهاوى في يومِ بــدْرٍ ذليلاً = مـا افْتَدَاهُ أعوانُـه والرفاقُ
في المدى بينَ العدوَتينِ اشْرَأبَّتْ = لِسَمَاواتِ ربِّهـــا الأحداقُ
فَأَتَـى النَّصرُ نَجْــدَةً لِنَبِـيٍّ = فَتَبَـاهَتْ بالمصطَفَى الآفاقُ
***
إنْ يَشَأْ يُنْزِلِ المُهَيْمِنُ آيَهْ = فَتَرَاهُمْ في حِيْرَةٍ و شِكَايَـهْ !
وَلَظَلَّتْ أعْنَاقُهُمْ خَاضِعَاتٍ = وَيَخَافُونَ مِنْ رِيَاحِ النِّهَايَـهْ !
قـد دَهَتْهُمْ مُصِيْبَـةٌ أَذْهَلَتْهُمْ = من أذَى فَيْرُوسٍ يُدِيْرُ الحكايَهْ !
لَـمْ تَـزَلْ يَابْنَ آدَمَ اليومَ فيهـا = صورَةً لِلْكَنُودِ مُنْذُ البِدَايَـهْ !
فَتَرَفَّـقْ بِنَفْسِكَ الآنَ تَسْلَمْ = وَاحْذَرَنْهَـا كي لاتَغِيْبَ العِنَايَـهْ !
وَاسْـعَ لِلَّـهِ تَائِبًـا إنَّ ربِّي = لَغَفُوْرٌ ، وقد تطيبُ الرِّوَايَـهْ...
***
أسْعَفَتْنَا آياتُ ربِّكْ فاعْلَمْ =أنَّ كيدَ الأعداءِ كيدٌ عنيدُ
لـم يُصِبْنَا وَهْنٌ طغى أو ضَعُفْنا = فليالي الإسلامِ سوف تعودُ
فالصَّناديدُ ما استكانوا لخطبٍ = وسيفنى أعداؤُهم والحشودُ
لاتهونوا لاتحزنوا لاتُوَلُّوا = فالنُّبُوَّاتُ عـزُّهـا مشهودُ
ولنا الوعدُ من نبيٍّ حبيبٍ = ولهم من عندِ الإلهِ وعيدُ
خسئَ اليأسُ ماعَرَانَـا بيومٍ = فالمثاني صروحُهـا لاتميدُ
***
وأراهـا يا أُمَّتي ظلماتٍ = أحْدَقَتْ بالشَّريعةِ الغرَّاِْءِ
ظلماتٌ وبعضُها فوقَ بعضٍ = من جراحٍ تفورُ في الأحناءِ
والأعادي أيديهُمُ والغاتٌ = في قلوبٍ مُسْتَنْزِفَات الدماءِ
وبنوكِ الأبرارُ تعصفُ فيهم = هبواتُ الأحقادِ والسُّفهاءِ
أتموتينَ .لا وربِّي وحاشا = أن تُوَارَى رسالةُ الأنبياءِ
أنتِ يا أُمَّتي صدىً للمثاني = والمثاني لهـا جلالُ البقاءِ
***
بِكَ رَبِّيْ سَعَادَتِي ليس تَبْلَى = لِيَقِيْنٍ في القَلبِ غَيْرِ مُشَابِ
رُبَّ كَرْبٍ آذَى الفُؤادَ ولكنْ = أنتَ فَرَّجْتَهُ بٌعَيْدَ دُعائِي
طَمَعِي في رِضَاكَ رَبِّيْ كَبِيْرٌ = رغمَ كُلِّ الأرزاءِ والضَّرَّاءِ
والمُصيبَاتُ للنفوسِ ابتلاءٌ = ويليهَـا بالصَّبْرِ حُلْوُ الهَنَـاءِ
قصصٌ تجعلُ القلوبَ حَزانى = وأخيرًا مآلُهَــا لانِّمحـاءِ
مَن أتى اللهَ مؤمنًـا لايُبَالي = بالملِمَّاتِ أرْعَدَتْ والعَناءِ
***
أَتَزُولُ السَّماءُ والأرضُ ؟ لا . لا = فَهُمَا الحقُّ . فَاكْتُبَنْ : لن تزولا
أَتَحــولُ الجبَــالُ هذي الرواسي = شامخــاتٍ ـ ياويلَهم ـ لن تحــــولا
أتغورُ البِحـارُ والموجُ يُطْـــوَى ؟ = كانَ هذا كما تَرى مستحيــلا
أَيُوارَى الهـــواءُ ؟ ليس يُوَارى = فَلْيُدَلِّسْ مَن لــــم يجـــدْ تأويلا !
كلُّهـــا في المدى تسبــحُ ربِّي = مثلمــا الناس بكـــرةً و أصيــلا
هكــذا الإســــــــلامُ العظيـــمُ سيبقى = في سُمُوٍّ للعالَمين دليلا
***
أَوَلَـمْ يَتَّعِظْ أولو الكفرِ لَمَّــا = بالمثاني جاءَتْهُمُ الأنبـاءُ
عن تَمَـادي أهلِ القرى في ضلالٍ = وعنادٍ فَأُهْلِكُوا إذْ أساؤوا
قـد تهاوتْ أصنامُهُم واضْمَحَلَّتْ = عنْجٌهِيَاتِهِم وغابَ الهُــراءُ
فتحُ أُمِّ القُرَى أذانٌ بنصرٍ = أحرزَتْـهُ الشريعةُ الغرَّاءُ
وَقَـعَ الحقُّ والمفاسدُ ولَّتْ = فَانْتِقَامٌ من ربِّهم وامِّحَــاءُ
هكذا الباطلُ البغيضُ تلاشى = حين جاءَ الأبرارُ والنُّجَبَاءُ
***
سُنَّةُ اللهِ في الحياةِ فَخُذْهَا = ذا يقينٍ إنْ هاجَت الأحزانُ
وَتَحَصَّنْ بِلُطْفِهِ تَلْـقَ أمنًـا = فَمَلاذُ المُضطَرِّ هذا المكانُ
ليسَ للخَلْقِ في المشيئةِ حكمٌ = فالمشيئاتُ : ربُّها الرحمنُ
تَكْرَهُ الأمرَ إنَّمـا هو خيرٌ = غابَ عنك التقديرُ والإيقانُ
فَتَصَبَّـرْإذا المكارهُ حلَّتْ = هـادئَ النَّفسِ زانَك اطمئنانُ
لك منها سكينةٌ لم تَجِدْها = إن تمادى في نفسِك الخذلانُ
***
ليسَ يُخْـزَى أخو المآثرِ حاشا = إنَّ عُقْبَى مَسْعَى التَّقِيِّ أثيرُ
خَالِفَنْ نَزْعَـةَ الهوى وانْتَزِعْهَـا = من فؤادٍ يُسْعِفْكَ في السَّعيِ نورُ
وَصِلَنْ قَلْبَكَ السَّليمَ بِرَبٍّ = إنَّ ربِّـي للمؤمنين نصيرُ
فاحْمِلِ الخيرَ في حياتِكَ تَغْنَمْ = من جَوادٍ ثوابُـه موفورُ
أنت في النَّـاسِ رائدٌ للتآخي = ولـكَ اللهُ ناصرٌ و ظهيرُ
فَمُحَيَّـاكَ بينَهم ذو مزايا = وَلِمَسْعَـاكَ في الحُنُوِّ حضُورُ
***
هذه العشرُ من ليالي سُمُوٍّ = فَاغْتَنِمْهـا وَقُلْ لنفسِكَ ثُـوبي
في صلاةٍ مع الصيامِ ، وشدوٍ = بالمثاني مُكَفِّرَاتِ الذُّنوبِ
ومناجاةِ ربِّـك المُتَعَالي = في خشوعٍ في صبحِها والغُرُوبِ
وبجوفِ الدُّجى فَقُـمْ وَتَبَتَّلْ = تَلْـقَ مولاكَ سامعًـا للوجيبِ
وعنِ الإثـمِ فارتَحِـلْ إنَّ ربِّي = لَغَفُورٌ للتائبِ المسْتَجيبِ
غـدًا الفصلُ : أُمَّـةٌ لجحيمٍ = وسِواهـا لِجَنَّـةٍ و طُيُوبِ
***
أنـبـتـتْ تــربـةُ الـشَّـريعةِ حـقـلا = فَــتَــثَـنَّـى وفـــوَّحــتْ أشـــــذاءُ
كـيـف لاتُـزهـرُ الـحقولُ وخـطوٌ = لــلــهُـداةِ الــكــرامِ فــيــه إيــــاءُ
وحـوالـيـه مـخـلـصون وهـاهـم = لـــنـــداءاتِ ســعــيِــه أوفـــيـــاءُ
الـمـيـامـينُ والـعـطـايـا قــلـوبٌ = هــو هــذا الـوفـا وهــذا الـرجـاءُ
وشــبـابٌ هَــبُّـوا لـنـصـرةِ ديــنٍ = كـالـدراري فـنـعمَ هــذا الـمـضَاءُ
إنَّــه الـدِّيـنُ لـم يـزلْ نـهجَ فـخرٍ = بَــشَّــرَتْـنـا بــفــضـلِـه الأنــبــيــاءُ
***
ما بنَهْجِي تَعَثُّرٌ ليميني = إنْ تولَّتْ أسفارَه أو شمالي
هـو مَجْلَى عقيدتي مـا عراهـا = من فسادٍ يشينُ أو خُذَّالِ
اليقينُ المشهودُ من وحيِ ربِّي = ليس تَطويهِ جفوةُ الأجيالِ
هـو شَهْدٌ يسقي الصدورَ فَتُرْوَى = فبعصفِ الأوجاعِ ليس تُبالي
يسكبُ الزَّهوَ أُفْقُهُ من جمالٍ = يتماهى برفرفاتِ الجلالِ
جـلَّ ربِّي هـو الحفيُّ بقلبٍ = إنْ تسامى ، كأنَّه في خيالِ !
***
لاحَ لـي وجهٌهُ المباركُ فجرَا = فاشرأبَّتْ عينايَ للإصباحِ
وَنَفَضْتُ النَّومَ الثَّقيلَ فَمَرَّتْ = بينَ عَيْنَيَّ ومضةُ الأرواحِ
عُمَرُ المختارِ الشَّهيدُ أمامي = وَهْوَفي عنفُوانِه الممراحِ
فَتَخَيَّلْتُ بوحَـــه فَتَلَقَّاني ...= ... بوجهٍ يُغني عن الإفصاحِ
لاتهونوا ! فد قالها فَتَجَلَّتْ = صفحاتُ الغيوبِ عن ألواحِ :
نصرُكم آتٍ فاطمئنُّوا ورُدُّوا = قولَ أهل ألأسمالِ والأذيالِ !
***
غَـدًا العيدُ : إرثُنـا ليس يبلى = من صروفِ والأنكادِ
قـد تَأمَّلْتُ صبحَه مُسْتَفَزًّا = فَثَكالاهُ في ثيابِ الحِدادِ
كيف ؟ قالَ : اتئِدْ ، هناك قضاءٌ = فيه من حكمةٍ تُعافي للصَّوادي
تَتَلَقَّـا هُمُ فُرادى وجمعًـا = لانعتاقٍ من رِبقةِ الأصفادِ
مـا تَجَافَتْهُمْ رحمةُ اللهِ يومًـأ = أو قَلَتْهُمْ نسائمُ الأعيادِ !
فاسألوهُمْ عن لطفِ ربِّي بحَقٍّ = لِيُرَى المرءُ مُطْمَئِنَ الفؤادِ
شريف قاسم