معلم بدرجة أديب!بقلم:د.يسري عبد الغني
تاريخ النشر : 2020-05-19
معلم بدرجة أديب ..! ! بقلم-د.يسري عبد الغني
وُلد محمد فريد أبو حديد في أول يوليو 1893، وكان جده لوالده قد جاء من قبيلة حجازي التي هاجرت إلى مصر في أوائل القرن التاسع عشر أثناء حكم محمد على، تخرج من مدرسة الحقوق آنذاك عام 1924، إلا انه فضل التدريس على القانون واختار علاقة الصداقة بين الأستاذ والطلاب، فعمل مدرساً بالتعليم الحر، وكان قد تخرج من مدرسة المعلمين العليا عام 1914.
وتدرج في وظائف التعليم بوزارة المعارف، ثم سكرتير عام جامعة الإسكندرية عند إنشائها عام 1942، فوكيل دار الكُتب عام 1943، فوكيل وزارة التربية والتعليم، و اختير عضوا بمجمع اللغة العربية وأخيراً المستشار الفني لوزارة التربية والتعليم حتى 1954. و منح في عام 1952 جائزة الدولة في القصة.
محمد فريد أبو حديد هو كاتب مصري راحل له كثير من المؤلفات الشهيرة أشهرها كتاب صلاح الدين وعصره.كتب العديد من المقالات التعليمية عندما كان يشغل منصب عميد معهد التعليم، حيث ناقش التعليم الثقافي والحر في مصر، ودعا إلى نشر الثقافة الدينية والنهوض بالفكر الأدبي واغرس الحس الفني ومحو الأمية.
اشتغل بالادب منذ تخرجه عام 1914،و كتب في مجلات (السفور و السياسة الأسبوعية و الهلال) ، وكان من مؤسسى مجلة (الرسالة ) ثم مجلة (الثقافة ) في عهدها الأول حتى أصبح رئيسا لتحريرها.أشترك في إنشاء لجنة التأليف والترجمة والنشر في عام 1915، التي قامت بنشر كتب في مجالات عدة للعلم والأدب، كما ساهمت بشكل مؤثر في إحياء الثقافة المصرية. وقام أبو حديد بترجمة العديد من الكتب لصالح هذه اللجنة منها "الفتح العربي لمصر" الذي كتبه الفريد باتلر، وترجم أيضاً "ماكبث" لشكسبير، كما ألف كتاباً عن "صلاح الدين". ثم اشترك أبو حديد في إنشاء الجمعية المصرية للدراسات الاجتماعية عام 1937. و قد وكل إليه إنشاء التجربة التعليمية بقرية المنايل. وعُين عضواً في أكاديمية اللغة العربية في ديسمبر عام 1947، فقد اهتم بالشعر العربي القديم واللغة العامية واستخدم تعبيرات عامية ومصطلحات من أصل قديم لكي يتجنب ثغرات لغوية بين حوار النخبة والمفكرين من ناحية والعامة من ناحية أخرى، إضافة إلى ذلك انه عمل على تسهيل قواعد اللغة العربية. كما شارك في تأسيس نادي القصة عام 1953.
و قد شارك ابو حديد في عدد من المؤتمرات مثل: مؤتمر التعليم الابتدائى بالقاهرة كما اشترك في مؤتمر التعليم الأولى في بومباى بالهند .
و كان ابو حديد عضوا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية كما تولى منصب مقرر لجنة الفنون الشعبية بالمجلس حتى وفاته في في 18 مايو عام 1967.
كان مميزا بكتاباته و بحب اللغة العربية والادب العربى والتاريخ الاسلامى وأبطال وفرسان العرب.
و قد قال عنه الدكتور مهدى علام في مقدمة كتابه المجمعيون في خمسين عاما : تحية إلى الوداعة والسماحة، والعبقرية المعطاء، الجامعة بين أدب اللغة ولغة الأدب.
له العديد من المؤلفات منها :
أولا : في التاريخ والتراجم
صلاح الدين وعصره (1927)
السيد عمــر مكــرم (1937)
أمتنا العربية (دراسة تاريخية)
ترجمة كتاب بتلر (الفتح العربى لمصر)
ثانيا : في القصـــــة
ابنة المملوك
صحائف من حياة
الملك الضليل امرؤ القيس
زنوبيا ملكة تدمر
أبو الفوارس عنترة بن شداد
المهلهل سيد ربيعة
آلام جحا
الوعاء المرمرى ( سيف بن ذى يزن )
أزهار الشوك
أنا الشعب
مع الزمان (مجموعة قصص)
ثالثا : في قصص الأطفال (سلسلة"أولادنا" )
كريم الدين البغدادى
آله الزمان (مترجمة)
نبؤة المنجم (مترجمة)
رابعا : في المسرحية
عبد الشيطان (مسرحية رمزية)
مقتل سيدنا عثمان
ميسون الغجرية
خسرو وشيرين (مسرحية في شعر مرسل مستوحاة من قصة الحب الفارسية الخالدة ) عام 1934
هذا إلى جانب دراسات عديدة في اللغة والاساطير والادب و الفلسفة بجانب اشرافه على بعض المجلات والدوريات و مشاركته مع كتاب اخرين.
منح وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية . وسام الجمهورية من الدرجة الثانية . جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1963 .
توفى في 18 مايو عام 1967 عن عمر يناهز 74 عاما مخلفا مسيرة حياة حافلة بالانجازات والابداعات الادبية والمترجمات والابحاث التاريخية و القومية . و قد قررت قصصه على صفوف الثانوية ثم تنبهت الهيئة المصرية العامة للكتاب لاهمية اعماله وانصفته بعد سنوات من الاهمال والنسيان و قد كادت اعماله تنسى و يطويها النسيان و الضياع فبدات في طبع اعماله الكاملة