يوسف في واد آخر! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2020-05-18
يوسف في واد آخر!  - ميسون كحيل


يوسف في واد آخر!

عندما ألمحت سابقاً إلى أن تأجيل اجتماع القيادة الفلسطينية جاء بعد أن استمرت بعض الفصائل الفلسطينية على حالة الرفض خاصتهم وقد أفشلوا الاجتماع! خرجت بعض الأصوات لتوضح أن التأجيل جاء بعد أن تأجل تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وستنتظر القيادة الفلسطينية ذلك كي تعرف مواقف هذه الحكومة الإسرائيلية حتى يتم الاجتماع الفلسطيني للرد على أي قرارات مجحفة بالحقوق الفلسطينية، وقرار الضم الذي تلوح به دولة الاحتلال! ولم أعطي اهتمام أكبر حتى خرج الصوت من رئيس الحكومة ليؤكد لي صدق رأي الآخرين! بمعنى وكما صمتنا عن التلميح عن قرارات ضم القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها حتى جاءت ساعة التنفيذ نكرر الخطأ والمواقف وحسمت المواقف الفلسطينية لتكون رهن ردة الفعل! بدلاً من أن يكونوا أصحاب الفعل. إنه سبب غير مقنع، وغير مجدي للقيادة الفلسطينية، وأصر بأن هناك من أفشل الاجتماع قبل أن يعقد! أما المبررات والأسباب والنداءات التي خرجت مؤخراً، وكالعادة لوضع اللوم على الرئيس الفلسطيني من تردي الأوضاع والاستعانة برفاق وصحفيين من المجاهدين والإصلاحيين، وبما قالوا و حاولوا فلم تكن ذات مصداقية وطنية فلسطينية، وسيطرت على مواقفهم الأمور الحزبية والشخصية. ذلك أن من يريد إنهاء الانقسام وإتمام أي مصالحة لا يلجأ إلى التحالف مع خلافات الأمس وعداواتها لزيادة الشق الفلسطيني بدلاً من لملمة التشتت أو على الأقل النأي بالنفس! كما أن القوة التي على الأرض هي التي يجب عليها أن تبادر في تقريب المواقف، و ووجهات النظر وليس من خلال خلق الحجج، و توجيه اللوم للقيادة الفلسطينية وكأنها حقاً هي التي تعطل مسار المصالحة وإنهاء الانقسام .

و على ذكر الأستاذ خالد مشعل فلدى القيادة الفلسطينية تجربة  بعد أن تعاملت في السابق مع تصريحاته وإعلاناته، ووفرت مساحة إيجابية مع أطروحاته قبل أن تخرج قيادات من حزبه لتعلن عكس ما أعلن وضد ما قال خالد مشعل!! والعودة إلى الوراء تكشف حقيقة ذلك. فالاتفاق والتوافق على انهاء الانقسام ليس في كثرة اللقاءات لتسجيل المواقف فقط! وأكثر من مرة وكما هي القناعة التي تؤكد أن مصدر قوة الموقف الفلسطيني في وحدته وتماسكه لا تزال أيضا القناعة موجودة في عدم توفر الرغبة الغزية لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة! والقناعة أيضاً تتعاظم في التساوق مع آخرين من أجل حلم البديل! 

مشكلة الرئيس الآن في أخوة يوسف! الذي أكله الذئب! رغم أنهم باعوه وغدروا به، وأوقعوا به الجراحات، هذا في ذلك الزمان البعيد المختلف عن زماننا الحالي، والذي يظهر فيه اقتراب اتفاق يوسف مع أخوته من أجل أهداف تتوافق مع رؤى أخرى بقصد أودون قصد! وأما بالعودة إلى الاجتماع الفلسطيني الذي أعلنت فصائل يوسف رفضها للمشاركة قبل قرار التأجيل يدل و يؤكد إغلاق العيون و أن يوسف في واد آخر.

كاتم الصوت: ما سيحدث فيما لو تم قرار الضم أن ذلك ليس سوى إعلان حرب! ولنرى مراجلكم؟

كلام في سرك: ما لم يكن هناك اتفاق نهائي مع العرب! وما لم يكن هناك اتفاقات أخرى على وضع قطاع غزة المستقبلي! لن تعلن إسرائيل قرار الضم! مين فيكم فاهم؟