كثرة التفكير بقلم ديما ماجد
تاريخ النشر : 2020-05-06
•كثرة التفكير

إن التفكير هو ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات هو ما يساعده على خلق الآراء و اتخاذ القرارات ولكن عندما يبالغ الشخص به و يُكثر من التفكير في امور حصلت في الماضي أو امور متوقعة الحدوث بالمستقبل يغدو سلاحاً ذو حدّين و يجر وراءه الكثير من المشاكل النفسية و الجسدية و ذلك يؤدي إلى الإصابة بالكآبة و القلق و التفكير السلبي و بالتالي الجهل في اتخاذ القرارت و حجب للأفكار الواقعية.

-كثرة التفكير ما هو إلا متاهات عديدة داخل الإنسان في قلبه و عقله ولكن ماهي إلا متاهات بغيظة تشعر و كأنك تريد أن تقتلع رأسك من مكانه حتى تخفف من زخات الأحاسيس و الأفكار السوداوية التي تراودك ، تشعر و كأن التفكير قد جعل منك ركاماً ، لطخت داخلك بالمآسي و جهدت عقلك، تشعر بأن شخص ما في داخلك يصرخ بصوتٍ عالٍ لكنك لا تصدر صوتاً.

-عند سؤالي للأشخاص مدمني التفكير وجدت ان أغلبهم يشتكون من الكلام ذاته إرهاق للنفس و العقل الباطني حتى انه من فرط التفكير باتوا يرونَ الأشياء التي تشغل عقلهم على هيئة كوابيس و أحلام يقظة يعملون دون وعيٍ منهم و كأن نهاية طريقهم ما هو إلا هلاك ناتج عن التفكير المفرط.
كثرة التفكير أمر مربك حقاً كالصراع الداخلي، علينا معالجته و انقاذ انفسنا قبل أن نصبح كالرماد و قبل أن تُبتر أرواحنا منا ولا ننجبر على اعلان الحداد على ذاتنا و نصبح كأننا جثث هامدة و نحن على قيد الحياة في ربيع شبابنا ، لذا لا تصدق أن أحداً منا يحدق في الفراغ عبثاً لكل منا فجيعةٌ لا تظهر إلا في بُعدٍ خاص به.