عن ابي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشير و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتوهم) قلنا يا رسول الله اليهود و النصارى؟ قال فممن؟
لا داعي لاستذكار أفعال الغرب في الدول العربية و سرقة مواردها و تشتيت شعوبها بحجة حمايتها من إيران و في حالة حصار قطر بحجة حمايتها من السعودية و الامارات و البحرين و مصر
و لا داعي لاستذكار احتلال إسرائيل لفلسطين المحتلة و لأراضي عربية تحت ذريعة الأمن و لا داعي للتذكير بحصار قطاع غزة و جرائم إسرائيل
و الكورونا عرت الكثير من أزمات التفكير في أمتنا العربية والإسلامية
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ينطبق الان من التشبه باليهود و الغرب و استرضاءهم سواء بالمساعدات أو بالافعال
في مساء كل يوم خميس يواصل البريطانيون الخروج من منازلهم و شرفاتهم و التصفيق للكوادر الصحية دعما لهؤلاء المرابطين في الجبهات الأمامية في المستشفيات لمكافحة وباء الكورونا
و قد انتشرت هذه الظاهرة في جميع الدول الأوروبية من إيطاليا و إسبانيا إلى فرنسا و هولندا و السويد كرسالة تضامن من المواطنين إلى الحكومات بالتشجيع و رفع المعنويات لإدارة الأزمة و القضاء على الفيروس المستجد
على ماذا يصفقون؟
نظرة بسيطة لأعداد الوفيات في دول حلف شمال الأطلسي خمسين ألف في امريكا و اكثر من عشرين ألف وفاة في كل من اسبانيا و ايطاليا و بريطانيا و فرنسا كل على حدا و اكثر من ستة آلاف في ألمانيا
في حين بأن وفيات الكورونا في العالم قاطبة كانت أربعين ألف بستة وفيات في الاردن و أغلبهم من الأمراض المزمنة و وفيات مشابهة في فلسطين و لبنان
لماذا نتشبه في الغرب حتى في توافه الأمور فعلى ماذا التصفيق و إطلاق الصافرات و قرع الاجراس و تحية الكوادر الطبية و هم يعلنون ليل نهار عن إعطاء الأطباء الخيار بإغلاق أجهزة التنفس و الانعاش الصناعي عن بعض الحالات و كأن الطبيب أو الممرضة إله يقرر الحياة و الموت للمريض و يحيي و يميت
و لطالما أعلن أطباء ايطاليا بأن فيروس كورونا يجبرهم على علاج البعض و ترك آخرين لمصير الموت بسبب تكدس المرضى في المستشفيات
و اظهر الكورونا فراغا و هوة شاسعة في عواطف الأوروبيين و نظرتهم لكبار السن الذين حتم عليهم قضاء ما تبقى من السنون في مراكز إيواء المسنين و الموت وحيدا بعد تقطع كل الروابط الإجتماعية
فماذا يعني التصفيق للكوادر الطبية و الصحية عند الأوروبيين و لماذا التشبه بهم عند العرب؟
عدا عن مسلسلات رمضان و آخرها ام هارون و كان العرب و المسلمين بحاجة لتذكيرهم بالتعايش بين المسلمين و أتباع الأديان والثقافات والحضارات الأخرى و في وقت تنتهك به المقدسات الإسلامية و في وقت يحل فيه البلاء الإنسانية و تقفل فيه المساجد كافة
و كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعيش بيننا
الى متى سيظل العرب يتبعون إسرائيل و الغرب في كل شيء حتى لو كان كجب الضب قذرا و مهلكا
الدكتور منجد فريد القطب
حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتوهم بقلم:د.منجد فريد القطب
تاريخ النشر : 2020-04-27