الشاعرة هيفاء نصري: قلمي ما يزال سلاحي ضد ما تتعرض له بلدي
تاريخ النشر : 2020-04-26
الشاعرة هيفاء نصري: قلمي ما يزال سلاحي ضد ما تتعرض له بلدي


الشاعرة والقاصة السورية هيفاء نصري
قلمي ما يزال سلاحي ضد ما تتعرض له بلدي

حرية المرأة لا يعني الإنفلات الأخلاقي فهناك خيط رفيع بين الجرأة والوقاحة وكذلك خيط رفيع بين الحرية والإباحية

حوار / نهاد الحديثي

هيفاء شاكر نصري من مواليد سورية دمشق 1963 غير متزوجة افنت حياتها بعناية والديها , حاصلة على شهادة دبلوم إدراة اعمال , وإجازة في اللغة الإنكليزية من جامعة دمشق كلية الآداب بعد التخرج عملت في الترجمة ثم انتقلتُ إلى العمل كمديرة للعلاقات العامة في شركة خاصة ثم مديرة في معهد للفنون المهنية مارست مهنة التدريس كمدرسة خاصة للغة الانكليزية وتعلمتُ مبادئ اللغة الفرنسية أما عن انتقالي لمرحلة الكتابة فكانت من خلال دراسة الأدب الإنكليزي , ومن هنا عشقت للشعر الإنكليزي وشكسبير بشكل خاص كانت  تترجم أعماله للّغة العربية وترد عليه بقصائد من تأليفها وكأنها تحاوره ومن هنا كانت البدايات ,, واصبح لديها سبعة دواوين شعرية مطبوعة : بعد رحيلك 2005 ,قلب ليس لي 2008 , على أجنحة الفراق 2010 , الياسمين والمطر2012 , صهيل 2014, إلى دمشق مع حبي 2016 ,رجلٌ بطعم الحصرم 2018 ولدي ديوان باللهجة المحكية بعنوان (طريق النحل ) , ومجموعة قصص قصيرة بعنوان( نساء وحب في الزمن الصعب) وخمسة دواوين الكترونية لم تطبع ورقياً بعد وهي : عمر على ورق (مجموعة قصائد البدايات ) الحب في زمن الحرب 2015 , بقايا صور2016 , سنلتقي في دمشق 2017 وجمعها موجودة في مكتبة نور الالكترونية بما فيها ديوان (الحب والهايكو) وهذا الأخير يحاكي تجربة الهايكو ولكن باسلوب عربي اعتمدتُ فيه الومضة والنصوص القصيرة جداً وتقوم الآن بترجمة رواية عن اللغة الانكليزية بعنوان (دائم الخضرة )

وتضيف قائلة /أغلب الدواوين الأخيرة كانت خلال فترة الحرب على سورية وقد تأثرتُ جداً بما يحدث ..و كان قلمي وما يزال سلاحي ضد ما تتعرض له بلدي من إعتداء وإرهاب .كتبتُ عن الجيش السوري وبطولاته , وشاركت مع باقي الأدباء السوريين في رفع معنوياته في المعارك ,نزلنا الى الشارع واستنكرنا قرارات الامم المتحدة والعقوبات الجائرة بحق سورية .

وتستطرد بقولها / إيماني أن الأدب رسالة والأديب مسؤول أمام التاريخ في توثيق كل ما يحدث بصدق وأمانه . تأثرت في كتاباتي في البداية بالأدباء والشعراء الإنكليز مثل شكسبير وكيتس و ووردسورث ثم اتسعتْ دائرة ثقافتي بعد التخرج فكنت أقرأ كل ما يقع تحت يدي في الأدب العربي قديمه وحديثه , والشعر بشكل خاص لأدونيس , ومحمود درويش , ومحمد عمران وطبعاً نزار قباني , وجبران خليل جبران والأخطل الصغير والجواهري ولكن كتب الاديبة السورية غادة السمان هي التي كانت ترافقني دائماً ومنها أحببت القصائد النثرية واعتمدتها كاسلوب في كتاباتي وقصائدي , لم اشارك بأي مهرجان فوضعي العائلي ووضع البلد لم يكن يسمح بذلك ولكن كانت لي مشاركات بامسيات شعرية في المراكز الثقافية في سورية وكان لي شرف المشاركة بدواوين مشتركة مع شعراء عرب وذلك في ديوان (لمة شمل(

هي كتبت الشعر الحر والموزون ولكن القليل منه صنفت كشاعرة جريئة في طرح المواضيع سواء بالغزل أو بالقصائد القومية والوطنية وأتمنى أن تصل كتبي إلى كل بلد عربي شقيق وخاصة العراق التي شاركتنا الألم والأمل

كيف تقراين المشهد الثقافي في سورية الان؟

المشهد الثقافي في سورية الأن أكثر نشاطاً من ذي قبل فخلال سنوات الحرب لم تتوقف المراكز الثقافية عن تقديم المحاضرات والأمسيات وحتى معرض الكتاب عاد كما كان قبل الحرب وقد شهد العام الماضي تظاهرة ثقافية حقيقية بالإضافة إلى دار الاوبرا في دمشق وما يقدمه من فن راقي ومعارض للفن التشكيلي والقادم سيثبت أن عجلة الثقافة لم تتوقف بل اندفعتْ إلى الأمام بالإضافة إلى الأدب الجديد الذي ظهر في سورية وهو( أدب الأزمة) كما يحلو للسوريين تسميته وهو نتاج الحرب وآثارها سلباً وايجاباً

ماذا تعني لك الحب والحرب الجنس وحرية المرأة؟أ

كل كتاباتي قبل الحرب كانت للحبيب ثم اتسعتْ رقعة الوعي , وكيف للكاتبة أن تنسلخ عن واقعها, صارت صورة الحبيب في جندي مقاتل ترك حبيبته ليدافع عن وطنه وصار الغزل خاصاً لسورية ولياسمينها وهنا صار الحبيب وطن الحب هو كل حياتي كإنسانة وكعاشقة وكشاعرة ولولا ذلك لما استمريت في العطاء والكتابة اما الحرب فهي كلمة تعني تاريخاً من الصمود رغم كل ما عانته سورية إلا أن هذه الحرب جعلتنا أقوى وأكثر صلابة وسورية وشعبها وجيشها وقائدها تلاحموا أكثر وها نحن كطائر الفينيق ننهض من جديد أنا مع حرية المرأة طبعاً ولكن تلك الحرية التي تُبقي لها كرامتها , فالاعتدال مطلوب في كل شيء ولا يمكن للأمم أن تتقدم إلا إذا كانت تملك فكراً حراً , وكيف لا والمرأة هي نصف المجتمع وقد أنجبتْ نصفه الآخر . وإن كنا ننادي بالحرية فهذا لا يعني الإنفلات الأخلاقي فهناك خيط رفيع بين الجرأة والوقاحة وكذلك خيط رفيع بين الحرية والإباحية , وهنا نرى أن البعض يفهم الحرية بشكل خاطيء , وحتى الجنس ثقافة لا يعرف البعض كيف يعبر عنها ولا كيف يستخدمها سواء في الأدب أو في الحياة العامة أو الخاصة , نحن في القرن الواحد والعشرين لم تعد كلمة جنس مرعبة ولا ممنوعة أقصد في الأدب , ولكن كيف نستخدمها بطريقة لا تخدش آذان المتلقي هذا هو المهم .فما زال هناك مجتمعات منغلقة ومتخلفة وعلينا ألا نجتاح خصوصيتها بطريقة فجة

هل تومنين أن الانترنيت والمواقعااثقافية ساهمت بنشر الأدب والفن؟ وكيف؟

 مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت باتت في كل بيت فكيف لك أن تحافظ على خصوصية عائلة ما خلال هذا الاجتياح الذي يسمى العالم الالكتروني أو الافتراضي ورغم ذلك لا نستطيع ان ننكر دور الانترنت بانفتاح العالم على بعضه البعض ودوره في انتشار الثقافة والأدب والفن فكيف لي أن أعرف عن المهرجانات في العالم والمراكز الثقافية وأحدث الكتب وأحدث الإصدارات لولا المواقع الالكترونية ولكن والحق يقال أن الانترنت سلاح ذو حدين فكما ساهم في نشر الأدب الراقي والفن ,أيضاً أخرج لنا طبقة من الغير المثقفين الذين يسمون أنفسهم شعراء ويكتبون على صفحاتهم ما لا يمتّ للأدب بصلة فترى الأخطاء اللغوية والإملائية قاتلة وفي النهاية تراه يوقع باسم الشاعر أو الشاعر ة , وللأسف ترى دائماً من يهلل لهم ويساعدهم في الاستمرار في هذا الخطأ الذي يسيء للّغة والأدب والثقافة

كلمة اخيرة ؟

شكراً للصديق والإعلامي( نهاد الحديثي) الذي أتاح لي فرصة تواجدي معكم وشكراً لمجلتكم  التي أتاحت لي هذه الفرصة ومن دمشق الياسمين ألف تحية الشاعرة الدمشقية هيفاء نصري (شاعرة الشام )