غربة روح
ذات ليلَة تحت ضوءِ القمر وشجرةُ الزيزفون بينما أبركُ وحيدًا أتسامرُ مع نفسي راودني شعورُ غريب، وكأنما أحد حشر الدنيا بحلقي ومضى...
أو أن خيباتي وانكساراتي قد تعلثمت داخل حنجرتي، لتغدو أطرافي بلونِ السماء، ووجهي بلونِ السماء في حالةِ الرعد والبرق، وكأن الرعد يحدث بين خلجات وجداني، أو كأنها موجاتُ زلزالية تحدثُ على أوتارِ قلبي.
كيف لها أن تواكبني كُل تلك الخيبات والأنكسارات؟
كيفَ خذلني شقيقُ روحي، ورفيقةَ عمري، وكُل من لهم وشيجة بوجداني، وأقرِباءُ روحي؟
جميعهم قذفوا بي فاجعةَ الخذلان، وتركوني وحيدة أُنازع فاجعةُ الهلاكِ الذي قذفوني بها، وجعلو بشخصي على حافةِ الهاوية، وحيدُ منعزل مفارقُ لِدنيا سوى جسدي، الشيءُ الوحيد الذي يؤكد للجميع أنني ما زلتُ على قيد الحياه، متناسياً أن روحي قد قُبِرت منذُ زمنِ طويل، وقد شيع جثماني الآفً من المراتِ، في كُلِ جرحِ وألمِ وهجرِ قذفهُ بي، كُنت أتاملُ في كل مرةِ، أن ألتقي بداءِ لدوائي، وأملُ لظلامي، ومعجزةُ تُحييني، أو حتى بشخصِ لطيف يسندني، يخافُ علي، يحتويني بين ترائبهِ، شخصُ يتفاخر بأنجازاتي، ويهتمُ لرسمةِ وجنتايَ، ولبريقِ عينايَ، لأدق التفاصيل، الخوف الذي يكسي قلبي، ورجفةُ يدايَ، نبضاتُ قلبي التي تتعالى وتتعالى، وكأنها تريدُ مفارقتهُ، البرود الذي ينهشُ أطرافي، لطالما وددتُ يدُ تضعُ على يدي، لتهدئَ أعصابي، وتطفئَ نارُ قلبي، يتلاشى البردُ عن أطرافي لتغدو إلى لونها الاصلي، أتمنى وأتمنى وكل أمالي دنثرُ إلى سراب، وكأنني أتمنى عكس ما أريد، كُل مخططاتي تسيرُ عكسَ ما أضعها، أو كأنني شخصُ معكوس تنعكسُ كل ما يريد ليحدثَ عكس ما أريد، وما أردتُ إلا أن تهجرني الأنكسارات، ويغدو الخذلان بعيدًا عن شخصي، وأن يشاركني الحياة أحد المارة، أو عابر سبيلِ يرجمني بكلمةِ تحيي الحياةَ بداخلي.
مرح سامي الرُقب
الاردن
غربة روح بقلم:مرح سامي الرُقب
تاريخ النشر : 2020-04-12