لماذا يا أُمي بقلم:يارا عادل السليمان
تاريخ النشر : 2020-04-03
لماذا يا أُمي.....

لماذا يا أمي لم تخُبرينني يومًا أنّي سوف أكبر وأتعلم وأطارد هموم الحياة ومن ثم امتحن ،امتحان يُقيم ذاتي في هذه الحياة القاسية التي كُّل ما تعلمه هو كيّف تهش عظام الضعيف وتُرمم عظام القوي تلك الحياة يا أُمي هيَّ امرآة عجوز يكبحُ في داخلها جنون الحقد ترتوي بدماء الضعيف وتسعد بهناء الظالم .....

أخبريني يا أُمي بعد أن تقومي بقراة ذلك الكتاب الذي أكتبه ،ماذا سوف تقوليّن لي أنا ووالدكِ كلنا معكِ وأخبرينا ما الذي يؤلمكِ؟!

أهكذا سوف تقولين يا أمي أنا يا أمي لم أعد قادرة على مُجاراة همَّ حياتي لم أعد قادرة على تميز من هو صديقِّ ومن هو كاذب ومن بين هؤلاء مظلوم ومن ظالم كيف اخبركِ يا أمي إني تُهتُ في بحر الحياة تُهتُ في بحر الكاذبين... 

أصبحنا في زمن الضحايا كُّل ٌ منا يُجيد دور الضحية ودور المظلوم دورَ الصديق والحبوب فأي دور عليه أن أعيش وكيف يا أمي اميز الصادق من الكاذب كيف؟! ......

لم أعلم يومًا يا أبي أني أخاف من جملة لن أبقى لكِ أصبحت أخاف من الشيب الذي يغزو رأسك أصبحت لا أعلم لما تلك التجاعيد أصبحت تُّخفي ملامحك يا أُبي أخاف من أن تتحقق تلك المخاوف وابقى بلا سند بلا حارس يحميني ثم يقول لي انت قويه اعلم يا أبي أنهُ في كل مرة كنت انت الذي تحمني ليس انا من احمي نفسي... 

أصبحت تلك العجوز ذات الكبح الحقود تُريد أشباه لها في شكلها أصبْحت تتوارى وتملأ الشيب والتجاعيد في أبي وأمي .......

فكيف أخبركم همي وضعفي وهواني وانا لدي كل العلم أن تلك العجوز التي تردني أن اغير ملامح الطيب التي ارضعتني ايها يا أمي مع الحليب والتي حنا ظهر ابي وهو يعلمني ايها كيف اخبركم وتلك العجوز تريد أن تحاربكم بسنين عمركم لا استطيع التحدث يا أمي.... 

الكاتبه يارا عادل السليمان 

الأردن