هل تتمرد أوروبا على السياسة الأمريكية؟ بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2020-04-03
هل تتمرد أوروبا على السياسة الأمريكية؟ بقلم:خالد صادق


هل تتمرد أوروبا على السياسة الامريكية
خالد صادق
في الوقت الذي يعيش فيه العالم مأساة جائحة كورونا, وانتشار هذا الوباء في العالم بشكل خطير حتى خرج مسؤول في منظمة الصحة العالمية اول امس الثلاثاء ليقول إن وباء فيروس كورونا «أبعد ما يكون عن الانتهاء» في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وبينما تجاوز عدد الوفيات بسبب الفيروس في الولايات المتحدة ثلاثة آلاف، مازالت أوروبا تئن حيث تنفرد بأكثر من نصف وفيات كورونا, مضيفا أن الإجراءات الحالية لكبح انتشار الفيروس تمنح فقط بعض الوقت للدول للاستعداد لانتقال واسع النطاق للعدوى، مشيرا إلى أنه حتى في ظل كل تلك الإجراءات، فإن خطر انتقال العدوى في المنطقة لن يزول ما دام الوباء مستمرا. وهو ما التقطه الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي حذر من أنّ الولايات المتّحدة ستمرّ بأسبوعين «مؤلمين جداً جداً» على صعيد مكافحة فيروس كورونا الجديد الذي لا ينفكّ يحصد أعداداً متزايدة من الضحايا في بلاده والعالم بأسره. وقال ترامب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض حول تطوّرات مكافحة وباء كوفيد-19 إنّ «الأمر سيكون مؤلماً جداً، سنجتاز أسبوعين مؤلمين جداً جداً»، مضيفا «أريد أن يكون كلّ أميركي مستعدًّا للأيام الصعبة المقبلة»، معرباً عن أمله في أن تتمكّن بلاده في نهاية هذه الفترة من «رؤية ضوء حقيقي في نهاية النفق», ويبدو ان امريكا ستتصدر دول العالم في انتشار الوباء واعداد الضحايا خلال الايام القادمة.

هذه الحالة المرعبة التي يعيشها العالم دفعت عديد الدول إلى التفكير بالتمرد على السياسة الامريكية, وخرق الحظر المفروض على الجمهورية الاسلامية في ايران, وان كان هذا الخرق لا يزال حذرا ومحدودا ولكنه مثل بداية للانعتاق من العبودية التي تفرضها امريكا على دول العالم بالقوة الجبرية, فقد صرحت ألمانيا إنها قامت مع فرنسا وبريطانيا بتصدير معدات طبية إلى إيران في أول صفقة بموجب آلية تجارية أقيمت لمبادلة السلع الإنسانية والغذائية, ودعت خبيرة بالأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على دول مثل إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا لضمان وصول الإمدادات الغذائية للسكان خلال جائحة كورونا, وقد ألمح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى احتمال أن تفكر الولايات المتحدة في تخفيف العقوبات على إيران ودول أخرى للمساعدة في محاربة فيروس كورونا على حد قوله دون ان يقدم أي إشارة ملموسة تدل على ذلك, لكنه على ما يبدو قد خشي من تمرد دول العالم وتحديدا دول الاتحاد الاوروبي على السياسة الامريكية, خاصة بعد اعلان المانيا وبريطانيا وفرنسا انها قامت بتصدير معدات طبية لإيران ما يعنى انها اخترقت الحظر الامريكي على الجمهورية الاسلامية, وقد عكست هذه الخطوة الاوروبية تحولا في لهجة وزارة الخارجية الأمريكية، التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب نهجها المتشدد فيما يتعلق بتخفيف العقوبات.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الادارة الامريكية لتخفيف العقوبات في ظل جائحة كورونا, وهو ما دفع احد الصحفيين لسؤال وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو حول ما إذا كان من الممكن عند نقطة معينة أن تعيد الولايات المتحدة تقييم موقفها بشأن تخفيف العقوبات، فرد بومبيو “نحن نقيم جميع سياساتنا باستمرار. لذا فإن الإجابة هي.. هل سنعيد التفكير؟ بالطبع”. وعندما سُئل عن مثل هذا التخفيف في 20 مارس آذار، اكتفى بومبيو بالقول إن العقوبات الأمريكية لا تسري على المستلزمات الطبية وغيرها من السلع الإنسانية, وردا على السياسة الامريكية المجحفة بحق ايران غرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر قائلا: « الولايات المتحدة متورطة في “الإرهاب الطبي”»، مما دفع المتحدثة باسم بومبيو، إلى أن تنسخ تغريدته وتقول: “كف عن الكذب… ليست العقوبات. إنه نظام الحكم”, وهذا يدل على مدى الازمة التي تعيشها الادارة الامريكية في ظل سياسة ترامب العنترية, وكيف ان العالم بدأ يضجر ويتمرد على هذه السياسة الخرقاء والتي تقف وراءها «اسرائيل» هذا الكيان المارق الذي لا يتوانى لحظة في افساد العالم وترسيخ سياسات الحصار والقتل وسفك الدماء وازهاق الارواح, الارهاب الطبي سياسة امريكية اسرائيلية فما تتعرض له ايران, تتعرض له فلسطين وتحديدا قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاما, مما ادى لانهيار البنى التحتية للقطاع وفي مقدمتها القطاع الصحي المنهار والذي يعاني من ازمات كبيرة جدا في ظل انتشار وباء الكورونا على مستوى العالم والخوف من تفشيه لا سمح الله في قطاع غزة وذلك بفعل الحصار.