ماذا يدور في أروقة الأبحاث بخصوص فيروس كورونا؟ بقلم:د.ياسر الشرافي
تاريخ النشر : 2020-03-31
ماذا يدور في أروقة الأبحاث بخصوص فيروس كورونا

بقلم : الدكتور : ياسر الشرافي 

في علم الميكروبيولوجيا يتكون الفيروس من شريط ثنائي وراثي يسمى DNA أو شريط وراثي فردي RNA ، حيث تلك الأشرطة الوراثية منها من هو محاط بغطاء بروتيني capsomid . وتُقسم الفيروسات حسب شيفرتها الوراثية أو حسب مكان إصابتها في الكائن الحي ، حيث يوجد فيروسات بكتييرية و نباتية و فيروسات فقرية ( التي تشمل الانسان و الحيوان) ، هنا أيضا تقسيم حسب شكل الفيروس الخارجي اذا كان على سبيل المثال حلزوني او مكعبي ، حيث الفيروسات التي تصيب الإنسان تُقسم حسب مكان اصابتها ، هناك فيروسات الجهاز التنفسي الأكثر شيوعاً عن طريق التخالط المباشر بخاصية الشم و اللمس ، فيروسات الجهاز الهضمي تنتقل عن طريق الطعام و الشرب ، فيروسات الكبد عن طريق الشرب و الجنس ، فيروسات الدم عن طريق الجنس ، حيث يصنف فيروس كورونا احدى فيروسات الجهاز التنفسي ، و أيضا تقسيمه الوراثي الداخلي هو ذات شريط فردي RNA ، حيث معرفة الشكل المكاني و الوراثي يسهل اكتشاف علاج ذلك الفيروس بعد الإطلاع على أمصال الفيروسات الأخرى التي سابقاً أُكتشفت و التي هي من نفس العائلة المكانية و الوراثية ، و ان قضي الأمر استعمال مصل تلك الفيروسات من نفس العائلة بعد تعديلها وراثياً أو استعمال أدوية معالجة تلك الفيروسات القديمة التي تعمل على قتل الفيروس من خلال تكسير شفرته الوراثية ، حيث هناك يعملون العلماء على مدار الساعة على طريقين لاكتشاف مصل أو دواء لفيروس كورونا ، حيث صناعة مصل الفيروس يعتمد على الخطوة الأولى بإكتشاف الفيروس و يجعله يتكاثر في بيض الدجاج ( المخصب ) ، حيث يحتاج تكاثر ذلك الفيروس بيض الدجاج المخصب أي الذي يحتوي على شيفرة وراثية يسيطر عليها الفيروس ، و يجعل وظائف الحيوية من بناء إلى آخر لتلك الخلية المصابة تحت سيطرة ذلك الفيروس في ما يحتاجه هذا الفيروس للتكاثر ، حيث الفيروس لا يستطيع التكاثر وحده دون وجوده في خلايا أخرى ، لذلك سمي بالكائن المتطفل. بعد يومين من حقن الفيروس في البيض المخصب يتكاثر ذلك الفيروس في بياض البيض بعشرات الملايين من الفيروسات في تلك البيضة ، ثم تفصل هذه الفيروسات عن تلك البيضة ، و من ثم يتم تجميع تلك الفيروسات و قتلها بمواد كيميائية ، و يتم أخذ جسمها البروتيني ، و فحصه و تجربته على الحيوانات ثم سريريا على الانسان لمعرفة فعاليته و تركيزه ، حيث اذا كان تركيزه l ميكرو جرام لعلاج الانسان ، يحتاج الانسان على واحد كيلوجرام من بروتينات ذلك الفيروس المتكاثرة ، لإنتاج مليار حقنة مصل لعلاج مليار إنسان ، حيث انتاج مصل كورونا الجديد يحتاج ل١٨ شهر أو أكثر ، و هذا وقت طويل مقارنة بإنتشاره السريع بين البشر ، لذلك توصل العلماء إلى طريقة أخرى سريعة للعلاج حتى الانتهاء من إعداد مصل كورونا ، و هي العلاج ببلازما دم الشافيين من فيروس كورونا ، طبعاً بعد فحص تلك البلازما و عدم تلوثها بفيروسات اخرى ، حيث بلازما دم هؤلاء تحتوي مواد بروتينية أنتجها جهاز مناعة الجسم للسيطرة على هذا الفيروس ، فعندما تحقن تلك البلازما في انسان مصاب تعمل على مكافحة ذلك الفيروس و طرده ، حيث تجارب تلك العملية أدت في الأيام الأخيرة للباحثين نتائج إيجابية مطمئنة نوعاً ما ، حيث يحقن بها في الوقت الحالي ذات الحالات الحرجة جداً جراء الإصابة بفيروس كورونا ، إلى حين تُعتمد تلك الطريقة من منظمة الصحة العالمية ، حيث الدم بما يحتويه من كرات دم بيضاء و أشياء أخرى أحد المكونات الأساسية لِما يُسمّى علمياً "جهاز المناعة".