جائحة كرونا تفضح عورات العالم العربي بقلم: راني ناصر
تاريخ النشر : 2020-03-31
جائحة كرونا تفضح عورات العالم العربي  بقلم: راني ناصر


جائحة كرونا تفضح عورات العالم العربي  
بقلم: راني ناصر

من خلال الانتشار السريع لجائحة كرونا في جميع اقطار العالم، وتسببها في انهيارات اقتصادية سريعة خصوصا في الدول المتقدمة، نجد أنفسنا تائهين أمام ركام هائل من التحليلات والآراء التي تتحدث عن مصدر هذا الفيروس وأسباب انتشاره.

فعندما ظهر الفيروس في الصين، واعترفت حكومتها بانتشاره وخطورته كوباء، وقالت إن هناك احتمالا أنه نتج عن احتكاك واكل مواطنيها لبعض الحيوانات، امتلأت مواقع التواصل العربية بنظرية إن ما يحدث في الصين هو نتيجة غضب الله على قمع الحكومة الصينية  لمسلمي الإيغور، وعندما انتشر الفيروس في الدول العربية والأوروبية قال البعض ان أمريكا اختلقته بمختبراتها، وقامت بنشره خارج حدودها لتدمير الاقتصاد الصيني والإيراني وإغلاق مساجد المسلمين، وعندما وصل إلى أمريكا قال البعض إن الصين كانت تجري أبحاث وخرج الفيروس خارج مختبراتها بالخطأ، والبعض الآخر قال انها مؤامرة إمبريالية لنهب ثروات بعض الدول من خلال بيع اللقاح لدول العالم الثالث الخ.
وعلى الرغم من هذه الادعاءات المتضاربة، فإن الحقيقة التي لا يمكن أنكارها هي ان هذا الفيروس الحق أضرار بالغة بجميع دول وشعوب العالم؛ فقد تكبد اقتصاد الولايات المتحدة خسائر جسيمة؛ وخسر سوق اسمها جميع أرباحه التي حققها في آخر 10 أعوام والتي تقدر ب 11.5 ترليون دولار، وفقد ما يزيد عن 3.2 مليون امريكي حتى كتابة هذه الاسطر وظائفهم وأرغموا على طلب مساعدات من الحكومة، واما الصين فقد تكبد اقتصادها خسائر تقدر ب 196 ترليون دولار خلال شهري كانون الثاني وشباط من هذا العام.

وبناء على يقوله خبراء الفيروسات، وما أوردته عدة مصادر علمية من بينها موقع Science News    و Live Science فإن تركيب وخصائص هذا الفيروس الجينية تدل على أنه لم يتم صنعه في المختبرات. لهذا فان القول بأنه مؤامرة امريكية صهيونية، أو صينية، أو امبريالية ليس سوى مجرّد خيال لا يستند الى حقائق علمية، ومحاولة منا نحن العرب للهروب من واقعنا المرير؛ فمن المعيب أن يكون 400 مليون عربي منتشرين في 22 دولة عربية، تمتلك أغلبها ثروات هائلة بلا مركز علمي متطور واحد يقوم بأبحاث لمحاولة إيجاد علاج لجائحة كرونا أو أي جائحة اخرى تهدد البشرية، ومن المعيب أنه لا يوجد في جميع الدول العربية مجمع طبي أو مركز أبحاث طبي واحد يحتوي على تقنية طبية مميزة ومعترف بها عالميا، ومن غير المعقول أن يعتمد  1.8 مسلم على الأبحاث العلمية والأدوية واللقاحات التي تنتجها دول الغرب  للبقاء على قيد الحياة.

من غير المعقول أن تكون جائحة كرونا أخطر علينا نحن العرب من أنظمتنا التسلطية الشمولية التي جعلتنا عبئا على الإنسانية، ورهنت مصيرنا بأيدي من يريدون نهب ثرواتنا ومقدراتنا، ولا نملك غير الدعاء للخلاص من كورونا بينما يقوم حكامنا بإهدار المليارات على القصور، واليخوت، والحفلات، والخيانات والمؤامرات على بعضهم البعض.