الأرض العتيقة.. الحكاية التي لم تتكسر.. ولن تتكسر بقلم: محمد عبدربه أبو معيلق
تاريخ النشر : 2020-03-31
الأرض العتيقة.. حكاية لم تتكسر.. ولن تتكسر..
ذات شتاء ماطر وقف الثائر على مسافة قلب ونصف من موطنه وقد حان موعد الصلاة فقام وتوضأ بالتراب، ففي عقيدته ركعتان في الصمود لا يصح وضؤهما الا بالتراب، كما الأرض تتوضأ بالشمس، ويتوضأ الليل بالنجوم، والتفت الى موطنه بخشوع ووجع حيث قِبلة آبائه وآجداده، ورفع بعض نبضه مؤذناً، أشهد أن الاحتلال لصوص وغرباء، وأشهد أن الاحتلال الى زوال، وأشهد أن الثائر ملح الأرض وأن الزيتون سر البقاء.. ثم أتكأ وفتح جراحه القديمة ليرتل على أطلالها بعض آهاته بحسرة فلسطينية.. الى الحكاية التي لم تُكسر ولن تُكسر. الى التاريخ الذي يُطيل وقوفه امام أسطورة صمودنا.. الى شعبنا الأبي الذي يصدح بسيمفونية الثورة.. الى العصور التي يفوح منها عبق المجد والخلود.. الى التاريخ في إنقلابه الأول.. الى الحكاية من سطرها الأول.. الى الجليل التي صرخت.. الى رفح التي لبت.. الى المنافي في صحراء الألم والمأساة.. الى المعاناة الكامنة في زوايا الليل.. الى الثلاثون من آذار.. اجمعي ترابكِ الى ترابي ايتها الأرض، وخذ أيها التاريخ أقلامي الى أوراقك لنكتب بدماء شهداءنا أنسال أبجدياتنا.. ونكتب بأوصال حروفنا المقطعة هنا وهناك.. ونكتب بإسم الهوية والعلم..
وبإسم القضية والوطن..
ياصاح سل الهوية التي هي مدفونة في اسطورتنا في اشجارنا في ترابنا، في امطارنا، لن تُسلب الهوية ولن تُسرق الأرض ولن تُسرق الحقول..
ياصاح فنون الصمود لدينا هو فن اللياقات.. فن البقاءات.. ولأجل البقاء قسماً بان الحكاية لن تتكسر.. ولن تتكسر.. إلى الأرض المُحتلة في ذكراها الخالدة في الثلاثون من آذار من كل عام..