خواطر أكتبها للمستقبل (فيروس كورونا) 11 بقلم:سعيد مقدم أبو شروق
تاريخ النشر : 2020-03-29
خواطر أكتبها للمستقبل (فيروس كورونا) 11 بقلم:سعيد مقدم أبو شروق


الحلقة 11
المصل المضاد للحصبة اكتشفه رايت في عام 1896 لكنه وفي ظل بطء المواصلات آنذاك، لم يصل إلى جميع بلدان العالم ليشفي المرضى؛ خاصة القرى التي كانت تفتقر إلى المستوصفات ومراكز الصحة، وكان من المفروض أن تلقح الأطفال ضد الحصبة وما شابهها من الأوبئة.
حكى لي أبي رحمه الله فقال:

أصاب وباء الحصبة القرية، ولم يرحم صغيرا ولا كبيرا، كان لخالتك أربعة أطفال، أماتهم أربعتهم! وترك المرأة المسكينة ثكلى تبكيهم صباحا ومساء!
وتابع في حزن فقال:
كان ابن عمي قد تزوج قبل أقل من شهر، ولم يمهله الوباء ليكمل شهره! فقتله خلال أسبوع، وترك عروسه مفجوعة حزينة!
وكانت لنا طفلتان جميلتان، تستقبلني الكبرى عند عودتي من الحصاد كل يوم وتقفز في حضني، فأرفعها على رقبتي وأركض بها نحو البيت؛ وكنت أرميها إلى الأعلى فيبلغ صوت ضحكاتها سابع جار؛ وكنت سعيدا بها، لكن الوباء سلب منا السعادة، وترك لنا الشجن والأسى؛ فأماتها وأختها في يوم واحد.
ولم يكمل أبي حكايته!
أكملتها أمي فقالت:
بكاهما أبوك بكاء مريرا!
ولم يفك الوباء القرية إلا بعد أن ترك في كل بيت مصيبة وعويلا!
وقد ملأ المقبرة من الأطفال والنساء والرجال!


أمس عندما كنت أتسوق، سألت بائع البطاطس عن سبب عدم استخدامه الكمامة، فقال:
هل حقا تصدق هذه الكذبة التي تسمى كورونا؟!
ثم أردف: لا تشك بأن هذه لعبة سياسية.
خاطبته وأنا أدفع له المبلغ:
ألا ترى أن الفيروس انتشر في أرجاء الأرض كلها، وها هو يقتل الآلاف من البشر؟! أم إنك لا تتابع الأخبار؟!

والحقيقة إني أخشى أن يفتك الفيروس بهذه الطبقة من شعبنا التي انعدمت ثقتها بالساسة وكل ما يتعلق بها من شؤون، وبكل ما يمت للحكومة بصلة؛ وبالتالي اتسعت هذه النظرة المريبة لتشمل الساسة والأخبار في العالم كله، والسبب يرجع إلى الكبت والفقر والحرمان الذي تواجهه هذه الطبقة من الأنظمة السياسية الحاكمة.
تذكرت حكاية أبي وما يعتقده هذا البائع البائس وأنا أتابع القنوات التلفزيونية التي ركزت جميع أخبارها حول وباء كورونا!
الصحة العالمية تعلن أن انتشار كورونا يتسارع!
معظم الدول تفرض حظر التجول؛ والسجن والغرامة لمن يخالف الدستور.
تأجيل الألعاب الأولمبية إلى صيف 2021 بسبب انتشار الوباء.
تشييد مستشفيات جديدة في بعض الدول وسط زيادة في عدد الإصابات بكورونا.
أكثر من 200 ألف حالة إصابة بكورونا في أوروبا.
رئيس الوزراء البريطاني يحذر من مرحلة صعبة.
عدد الإصابات في إيران بلغت 30 ألفا.
وفي ظل هذه الأخبار الساخنة حول كورونا، ينتظر ابني ماجد ليستلم سيطرة التلفزيون بعد أن نام أخوه الأصغر، ليتابع المصارعة الحرة التي تقام دون حضور الجماهير.
27-3-2020

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز