المساندة الأسرية والحجر الإلزامي بقلم:د.محمد كامل عمران
تاريخ النشر : 2020-03-29
المساندة الأسرية والحجر الالزامي

د.محمد كامل عمران
اخصائي الصحة النفسية
عضو مجلس إدارة مركز البيت الآمن الشبابي
تعتبر هذه الفترة من أصعب الفترات التي يمر بها العالم أجمع, في ظل انتشار فايروس كوفيد-19 أو ما يسمى بـ(كورونا) المستجد, الذي راح ضحيته الآلاف من البشر وإصابة أكثر من نصف مليون شخص على مستوى العالم, واعتمدت دول العالم بما فيهم فلسطين الحجر المنزلي الالزامي على السكان, لمنع تفشي هذا الفايروس وانتقال العدوى أكثر وأكثر بين أبناء الشعب والمحاولة للسيطرة عليه وتحييد تفشيه.
ويعتبر الحجر المنزلي صعباً الأسرة وخاصة الرجال, ومن هنا تأتي أهمية المساندة الأسرية داخل الاسرة في ظل هذه الاوضاع والحجر الالزامي, وما لها دور في تقوية العلاقة بين أفراد الأسرة وتخفيف الضغوط الحياتية لديهم, وتسهم المساندة الأسرية في توفير الراحة النفسية داخل الأسرة, وتلعب دوراً مهماً في التخفيف من التوتر والقلق بسبب التفكير الزائد والخوف من الإصابة بفايروس كوفيد-19.
وتؤدي المساندة الأسرية دوراً فاعلاً في حياة الشخص داخل الاسرة من خلال حماية الشخص من الضغوط الحياتية اليومية الضاغطة, وتزويد الشخص بالخبرات والمعارف والمهارات بشكل كبير من خلال استثمار الوقت في تنميتها, ومنح الشخص المزيد من الثقافة والشعور بالرضا, وإمداد الشخص بالتشجيع والتغذية الراجعة الايجابية, من خلال التكاثف والتعاون واستغلال الوقت داخل الاسرة.
ومن مؤشرات المساندة الأسرية الايجابية صقل شخصية الاطفال وتنمية قدراتهم, وتشجيع الجميع في التعبير عن مشاعرهم وتوطيد مشاعر الحب والحنان والعطف, والتعبير عن مشاعر الحزن والخوف عند جميع أفراد الأسرة كباراً وصغاراً.
كمان أن المساندة الأسرية لها ابعادها الاستراتيجيات في مساعدة الافراد في التغلب على الضغوط الحياتية, وتجاوز آثارها من خلال إعادة التقييم الايجابي للمواقف الطارئة, والتحليل المنطقي لها.
ومن هنا نؤكد على أهمية المساندة الأسرية في تعزيز العلاقات الايجابية العميقة لها دوراً أساسياً في حياة الافراد داخل الاسرة, وتعتبر مصدراً هاماً من مصادر الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه الانسان في الظروف الصعبة الحالية, وتقوية المناعة النفسية لدى أفرادها, حيث تساعدهم على مواجهة هذه الضغوط بجميع أشكالها والتعامل معها بكفاءة, وما ينتج منها تحقيق الآمن النفسي والتماسك الأسري وتعزيز الثقة بالنفس داخل الاسرة.

وأخيراً ... "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"
27مارس 2020
د.محمد كامل عمران
دكتوراه صحة نفسية وإرشاد نفسي