كورونا بين الدرس والعبرة بقلم علاء عدنان عفانة
تاريخ النشر : 2020-03-28
كورونا بين الدرس والعبرة بقلم علاء عدنان عفانة


مقال بعنوان : " كورونا بين الدرس والعبرة "
بقلم/ علاء عدنان عفانة

دائماً في كل كارثة أو أزمة يمر بها البشر ، يكون لها إيجابيات وفوائد وعبر ، واليوم يحتلى فيروس كورونا منصة الحياة معلماً وموعظاً وملقناً جميع الأمم والدول عدة دروس قيمة قائلا : "سأرحل عنكم عاجلا أو آجلا لكنني أرجو أن تكونوا قد تعلمتم مني شيئاً ما " .

وكثيرة هي الدروس والعبر التي يجب أن تستخلصها من تفشي فيروس كورونا ، فهو لم يفرق بين الكبير والصغير ، والغني والفقير ، والقوي والضعيف ، حيث مهما وصلنا
إلى معرفة أسباب بعض الكوارث والأزمات ، فلا ينبغي أن يصرفنا ذلك عن أخذ الموعظة والعبرة والنظر في الأسباب غير الظاهرة .

ومن هذه العبر ، وكأنما جاء وباء كورونا يقول لنا اهتموا بالبحث العلمي وإرفعوا من ميزانياته ، واعتنوا بالعلماء والباحثين والمفكرين وقدروا جهودهم ، لأن تكلفة البحث العلمي مهما كانت عالية فتكلفة الجهل أغلى منها بكثير .

وجاء أيضاً يعلمنا أهمية النظافة التي حثنا عليها الإسلام قبل ١٤٠٠ عام من خلال الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر و الوضوء خمس مرات في اليوم والليلة ، الذي يبدأ باليدين والمضمضة وغسل الوجه وفِي النهاية القدمين .

وجاء يعملنا درس عظيم من الحجر الصحي والبقاء في المنزل ، بأن لا ننسى معتقلي الرأي وسجناء الحرية ، جاء يذكرنا بالأسرى المعتقلين بالسجون الإسرائيلية ، ويجعلنا نعيش ما يعشونه ، ويذكرنا بمعاناتهم داخل السجون .

وكما جاء يقول لنا أن الإنسان مهما بلغت قوته ومهما بلغ تطوره وتقدمه يظل ضعيفاً ، فيقول لنا لا تطغوا في الأرض ، ولا تفسدوا فيها ، فيصيبكم ما أصابكم وأكثر ، وصدق أصدق الصادقين حينما قال : " وخلق الإنسان ضعيفاً " .

وجاء يقول لنا أيضاً "إنما الأمم أخلاق" ، فإن ذهبت الأخلاق التي تتمثل في التعاون والتطوع والمحبة والتضامن والتراحم ذهبت ريحهم ، وكان مصيرهم خراب وهلاك .

وجاء هذا الوباء العالمي يعلمنا ويخبرنا بأننا بحاجة إلى مجتمع واعي ومتماسك ، وأن الجهل والإستهتار مضيعة للوقت وأن العلم هو دواء لكل داء ، وأن الإيمان بالله يطمئننا ويقوي عزيمتنا وإرادتنا .