اجراءات أنظمة الرفاه الاجتماعي في مواجهة كورونا بقلم: ابراهيم نجاجرة
تاريخ النشر : 2020-03-28
اجراءات أنظمة الرفاه الاجتماعي في مواجهة كورونا بقلم: ابراهيم نجاجرة


اجراءات انظمة الرفاه الاجتماعي في مواجهة كورونا (ما بين الحق بالصحة العامة والحق في الحركه والتنقل)

تنقسم انظمة الرفاه الاجتماعي في العالم الى خمسة انظمة رئيسية اولها النظام الليبرالي الذي يعظم الحرية الفردية والمنافسة الحرة ويكون تدخل الدولة في الانظمة والاجراءات بالحد الادنى اما النظام الثاني فهو النظام المحافظ الذي يهتم بالاسرة وموسسات المجتمع المدني وعلى راسها المانيا وفرنسا , ثم النظام الديموقراطي الاجتماعي الذي تمثله الدول الاسكندنافية والذي يعطي الدولة دور قوي في الخدمات وتحقيق التضامن وتوفير الحقوق الشاملة, وهو النظام المحبب للولادة والسكن فيه,اما النموذج الرابع فهو النموذج الشيوعي الذي ينكر الملكية الخاصة والدولة هي المسوولة عن التخطيط والسياسة الاجتماعية والخدمات الاجتماعية والصحية من حيث النوعية والمستوى, اما النموذج الخامس فهو النموذج الاسلامي الشمولي في الحكم والادارة والتخطيط والذي تمثلة ايران كدولة محافظة وماليزيا وتركيا كنماذج برغماتية ليبرالية .

وبالعودة الى الازمة العالمية الناتجة عن انتشار وباء كورونا وكيف تباينت اجراءات الاحتواء من دولة الى اخرى, وكان لفلسطين كدولة تحت الاحتلال ان تقدم نموذج في ادارة الازمة تساوت مع مع اكبر الدول من جهة وتفوقت على غيرها من الدول العريقة والغنية من جهة اخرى, حيث كان للحكمة القديمه "درهم وقاية خير من قنطار علاج" الوزن والتاثير والاثر لدى القيادة السياسية وعلى راسها رجل من الزمن الاصيل فكان لدية الحكمة والقدرة على التنبؤ بالمستقبل كيف يمكن ان يكون اذا لم يتقدم بالخطوات الاحترازية مستندا على المشاركة الفاعلة من جميع قطاعات الشعب الفلسطيني السياسية والاهلية والمدنية, والذي توحد بتشكيل خلية ازمة وطنية اخذت على عاتقها انجاح خطوات احتواء المرض بالتهيئة الشعبية والايمان والقناعه بضرورة الامتثال للاجراءات الطارئة مما ادى الى حصار بؤر انتشار المرض المحلية وادى الى سهولة الوقاية من العدوى الخارجية وهذا ما نلاحظ اثاره حتى اللحظة, وهذا تساوى مع ما قامت به الصين من اجراءات صارمة وقوية حيث انها لليوم الخامس على التوالي لم تسجل حالات مرضية محلية المنشاء وايضا خففت من اجراءت عزل اقليم مدينة وهان وهذا يعني ان البلد التي كانت توصف ببورة المرض بدات تتعافى وتقدم خدمات الاغاثة والمساعده لغيرها من الدول .

وعلى مقربة منا كان لدولة اسرائيل تجربة فاشلة في ادارة الازمة واحتواء المرض وهذا يظهر من خلال تضاعف ارقام المرضى والمصابين وعدم التهيئة الميدانية, وهذا يعود الى البيروقراطية والمركزية في الادارة والحكم والثقة الزائدة في النفس والامكانيات وسؤ التقدير للمستقبل وعدم الاكتراث لتحذيرات منظمة الصحة العالمية, وهذا ايضا ما جرى ويجري في اوروبا وامريكا كدولة متطورة في الخدمات وهي دول رفاه اجتماعي, ويعود ذلك الى سيطرة الحرية الفردية في الحركة والتنقل على حساب الحرية في الصحة العامة القائمة على الحجر والعزلة والالتزام, ويستدل على ذلك من تفشي المرض في كافة الدول وارتفاع اعداد الموتى وعدم قدرة الجهاز الصحي على المواجهة, كما ان مدير الصليب الاحمر الصيني انتقد عدم انضباط المواطن الايطالي والموسسات  باجراءات الحجر والعزل, والذي دعا الى اعطاء الحق بالصحة العامة اولوية على الحق بالحركة والتنقل, وكان للاستهتار وسؤ التقدير ايضا مساحة لدى ايران التي كانت النموذج الاسواء الثاني في ادارة الازمة بعد ايطاليا .

ان الدول المتقدمة وخاصة اوروبا يسيطر عليها شبح الموت الاسود الذي حصد ثلث سكانها في العصور الوسطى بسبب الانانية والفردية وغياب الحزم وقوة القرارات الملزمة, ان هذا الانقلاب في الخدمات والاجراءات سوف يؤدي الى فقدان الثقة بالقيم والانظمة الراعية لها بسبب هذا الفشل الذي ادى الى انهيار في الخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية, بالمقابل اصبح المطلب الشعبي في دول فقيرة مثل الاردن وفلسطين قبل الرسمي بضرورة التشدد في اجراءات احتواء المرض واسبابه, واصبح المواطن الصيني بعد التحيز والتنمر والاستهزاء به مصدر للمعونة ومثال للنجاح ونموذج للتقليد.