الرياضة والحجر المنزلي بقلم:محمد قاروط ابو رحمه
تاريخ النشر : 2020-03-28
الرياضة والحجر المنزلي بقلم:محمد قاروط ابو رحمه


الكاتب محمد قاروط ابو رحمه

الرياضة والحجر المنزلي

تحدي كرونا مابين تجربة منير الجاغوب وخالد عايش

من بيتا حيث يقيم منير الجاغوب إلى أريحا حيث يقيم خالد عايش تجربتين بعنوان الرياضة وتحدي كورونا. الاثنين لا يعرفان بعضهما وأنا اعرفهما، العامل المشترك بينهما والذي أود تسليط الضوء عليه هو الرياضة. منير وخالد فقدا إمكانية الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مثل باقي المهتمين بالرياضة.

في الظروف غير الطبيعية مثل الحجر المنزلي كأداة فعالة لمواجهة تفشي هذا الوباء الذي  عجزت دول كنا نحسبها عظمى عن التصدي له، تبرز أهمية المبادرات الفردية التي تساهم في التخفيف من تبعات الحجر المنزلي على الفرد والأسرة والمجتمع هذا من جهة، ومن جهة أخرى إيجاد طرق مبتكرة غير التواصل الفردي لمتابعة حياة المجتمع مستفيدين من شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت متوفرة في كل بيت.

احد الأنشطة المهمة التي توقفت هي الرياضة الجماعية والرياضة في المسابح والرياضة في الصالات والنوادي الرياضية. كنا نتهم أنا وبعض من زملائي بأننا مدمنين رياضة، وكنت أرد عليهم بل أحاول بث ثقافة تقول: إن أول ما يجب أن يهم البالغ صحته، وان لم يفعل فهو مخطئ، وان الفرد يجب أن يمارس الرياضة ويعاملها معاملة العمل.

ونعرف العمل بأنه الشيء الذي يجب أن تقوم به في الوقت الذي لا ترغب أن تقوم به، وهذا التعريف يضع الرياضة في مقام الواجب الذي يقوم به الفرد تجاه نفسه. والعمل أيضا هو التنفيذ المادي وغير المادي للواجبات، واقرب مثال على ذلك هو، عندما يطلب ابنك الإذن منك لزيارة أصدقائه او اللعب معهم فانك تسأله فورا هل عملت واجباتك المدرسية؟. النوادي الرياضية لها بعد اجتماعي حيث يتواصل الأفراد مع بعضهم فتتكون الصداقات، ولها بعد نفسي حيث يشكل النادي مكان للتفريغ النفسي، والنادي يضج بالحياة. إغلاق النوادي بسبب ما نمر به من ظروف إجراء مهم وصحيح ويجب عدم خرقه أبدا.

وصحيح أيضا انه ترك أثرا سلبا على رواد النوادي الرياضية.
نحن أصدقاء بعدد أصابع اليد، نرتاد الصالة الاولمبية في نادي شباب أريحا، ونبدأ بممارسة الرياضة بعد صلاة الفجر ومفاتيح النادي معنا. يشتمل النادي على ملعب كرة قدم، مفروش بالعشب الصناعي، فنقلنا ممارسة الرياضة الصباحية إلى ملعب كرة القدم حتى نحافظ على احترامنا لقرار إغلاق النوادي الرياضية.

نمارس رياضة المشي والتمارين الهوائية في الفترة الصباحية فقط، وهذا النوع من الرياضة لا يشفي غليل اللاعب الذي تعود على تمارين القوة (الحديد). في صباح اليوم 260 حدثني الكابتن خالد عايش وهو مدرب كمال أجسام وشريك في النادي عن مبادرة تحدي الرياضة في مواجهة كورونا عبر صفحة الصالة (الصالة الأولمبية OLYPIC GM) شباب أريحا، انه أطلق هذه المبادرة وهي تسجيل فيديو يظهر المتحدي أثناء ممارسة الرياضة في المنزل ويرسله إلى صفحة النادي على الفيس بك، ويقوم الكابتن خالد عايش بنشر الفيديو ويقدم التوجيهات اللازمة.

أمس كان تحدي تمرين الضغط (تمرين 6) والليلة تحدي تمرين المعدة. هذه المبادرة جلبت رواد النادي وغيرهم وشارك فيها احد الأخوة من الشقيقة مصر. أما منير الجاغوب فانه ينشر يوميا على صفحته على الفيس بك ومجموعات الواتس أب صورة وهو يتجول في جبال بيتا متحديا أصدقائه لحثهم على ممارسة الرياضة. أما أدوات تمارين القوة فان تعبئة زجاجات بلاستيكية فارغة بالتراب تغنيك عن الحديد في الصالة حتى تفتح الصالة أبوابها.  هذه بعض الأفكار الخلاقة التي من المفيد تعميمها للحفاظ على صحة الفرد. من وجهة نظري فان لمثل هذه المبادرات أهمية أخرى غير الصحة الجسدية، مثل الحفاظ على الكتلة العضلية للفرد، واستمرار العلاقة الاجتماعية لرواد النوادي، وتحسين المزاج، والإبقاء على الوضع المعنوي والنفسي بحالة جيدة، وتحسين نوعية النوم وساعاته. والاهم أنها تخفف من  الضغط الكبير الواقع على السيدات من الرجال المحجوز عليهم في البيوت. 
فمن منكم يقبل التحدي، ومن الصالات الرياضية ايضا