التفكير الإيجابي وعلاقته بتوهم المرض والقلق من الكورونا بقلم:هناء محمود أبو جماعه
تاريخ النشر : 2020-03-26
التفكير الإيجابي وعلاقته بتوهم المرض والقلق من الكورونا )

أطلعت كثيرا على كتب تتحدث عن  الصحة النفسية ومدى أهميتها في الحياة وتأثيرها على الإنسان وعلى طريقة تفكيره . فهي مستوى الرفاهية النفسية والتفكير الإيجابي أو العقل الخالي من الأضطرابات حيث تساعد الأفراد على الأستمتاع بالحياة وخلق التوازن بين أنشطة الحياة ومتطلباتها لتحقيق المرونة النفسية. 

تعد رفاهية الفرد القدرة على إدراك قدراتهم والتعامل مع ضغوط الحياة العادية والإنتاج ومساعدة المجتمع ، وأيضا مساعدة الفرد على التكيف مع حالات التوتر العادية التي يواجهها في حياته اليومية والعمل بشكل مفيد ومنتج والإسهام في حماية مجتمعه .

مع ظهور فايروس الكورونا بدأت أفكر كثيرا في الأحداث التي مررننا بها وكيف يفكر المجتمع وما الأفكار والمعتقدات التي تراودهم ، فالبعض منهم من فكر بطريقة منطقية وواجه الموقف بطريقة تحفظ سلامته وسلامة الآخرين ، أما البعض الآخر أفكارهم أصبحت غير منطقية وتراودهم معتقدات غير عقلانية وأصبح كالكابوس بالنسبة لهم والقلق يلازمهم .

ومن هنا راودتني فكرة التفكير الإيجابي بدلا من الأفكار السلبية التي تراود الناس . فهو الذي يؤدي إلى السعادة الإنسانية وهو الأقتدار الذاتي والإستقرار النفسي والتقدير الأجتماعي والقناعة بهدف التغلب على الضغوطات التي تؤدي بالإنسان إلى اضطرابات بالصحة النفسية ومنها القلق الزائد وتوهم المرض والخوف من المرض وغيرها الكثير .

والجدير بالذكر أن هذا النوع من التفكير يقوم ويركز على مكامن القوة عند الإنسان بدلا من مكامن القصور ، وعلى الفرص بدلا من الأخطار وعلى تعزيز الإمكانات بدلا من التوقف عند المعوقات .

وهنا خطوات بسيطة وسلسلة تساعد الفرد على أستبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية :- 

أولا : دون على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية لها تأثير عليك ، مثل ؛ أنا تعبان ، أنا ضعيف ، والآن مزق الورقة التي بها الرسائل السلبية وألق بها بعيدا. 

ثانيا : دون خمس رسائل ذاتية إيجابية تعطيك القوة وابدأ بكلمة أنا ، مثل ؛ أنا قوي ، أنا أنسان ذكي .

ثالثا : دون هذه الرسائل الإيجابية في مفكرة صغيرة واحتفظ بها معك .

رابعا : والآن خذ نفسا عميقا واقرأ الرسالة الواحدة تلو الأخرى إلى أن تستوعبها جيدا .

خامسا : ابدأ مرة أخرى بأول رسالة وخذ نفسا عميقا واطرد أي توتر داخل جسمك ، واقرأ الرسالة عشر مرات بأحساس قوي ، أغمض عينيك وتخيل نفسك بشكلك الجديد ثم أفتح عينيك . 

سادسا : ابدأ من اليوم ، احذر مما تقوله لنفسك ، أحذر مما تقوله للآخرين ، وأحذر مما يقوله الآخرون لك .

سابعا : لو لاحظت أن هنالك رسالة سلبية قم بإلغائها بأن تقول : الغ ، وقد بإستبدالها برسالة أخرى إيجابية .

ثامنا : عليك أن تثق فيما تقوله ، وأن تكرر دائما لنفسك الرسالات الإيجابية .

تاسعا : الأعتقاد ، مولد التحكم في الذات ، قام طبيب بعلاج مريض بأن جعله يعتقد أن علاجه في قرص اسبرين ، فمن الممكن أن يكون الأعتقاد سببا في الفشل والحد من تصرفاتنا في الحياة ويمكنه أيضا أن يكون سببا رئيسيا في النجاح وتحقيق أهدافنا .

ويقول : روبرت ديلتز " يمثل الأعتقاد أكبر إطار للسلوك وعندما يكون الأعتقاد قويا ستكون تصرفاتنا متماشية مع هذا الأعتقاد "

وفي النهاية لا يسعني القول الا انه في ظل الظروف الحالية التي نعيشها اليوم تكمن أهمية التفكير الإيجابي وتأثيره على الشخص في البداية ومن ثم على المجتمع ومساهمة هذا النوع من التفكير في القضاء ولو بشكل قليل على التخلص من القلق الذي نعيشه حاليا بسبب الفايروس .