هل من مقارع؟ بقلم: أزهر اللويزي
تاريخ النشر : 2020-03-26
هل من مقارع ؟ .. بقلم أزهر اللويزي

كلما كان الإنسان أكثر إنسانية كان أكثر تديناً ، فالتديّن بينك وبين الله الخالق العظيم ، أما الإنسانية فهي بين بني البشر على مختلف أشكالهم وألوانهم وأعراقهم ، ومن يترك الأثر الجميل هو من يعيش طويلاً .

تعالوا معي لنطوِ الزمان والمكان إلى مشهد مثير من مشاهد بدر ، وذلك حينما طلب المشركون من المسلمين نظراؤهم في نزال المبارزة قبل بدء المعركة ، وهم يرددون هل من مبارز ؟ هل من مقارع ؟

المبارزة اليوم هي من نوع آخر مختلف ومغاير لذلك ، هي من أجل الإنسانية ، من أجل الحياة ، من أجل البقاء .

وقد رأينا البشرية اليوم تتحد وتتخندق في صف واحد في معركة شرسة تخوضها ضد فايروس صغير لا يرى بالعين المجردة ، تسلل بمكر وخفاء من أرض التنين الصيني إلى خارطة العالم ، وبدأ يفتك بأبناءها أشد الفتك ، حيث تجاوزت ضحاياه آلاف الأرواح ، وهو لا يفرق بين صغير وكبير وغني وصعلوك وملك ومملوك .

وحيث العالم منشغل به ، تبرز وقفة بطولية يقودها الإقدام وتغذيها النخوة وتذكيها المروءة ، انبرى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي بالتبرّع ب 1000 جهاز تنفس صناعي في لوس أنجلوس للمرضى الذين اصيبوا بفيروس كورونا المهلك المميت .

فشريعة السماء قد نادت منذ الأزل بحفظ النفس وحق الحياة قبل دساتير الأرض ، إذ يقول الله تعالى في كتابه الكريم :
" ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً " . المائدة_32

وإنني أتساءل هل ينبري من أصحاب الأموال والأرصدة والشركات من العرب والمسلمين ويقارع إيلون ماسك ، ويفعل فعلته أو قريباً منها ، ولسان الحال يقول : هل من مقارع ؟