حكاية من حكايات التأريخ المنسيّة! بقلم:زهراء جمال
تاريخ النشر : 2020-03-25
حكاية من حكايات التأريخ المنسيّة! بقلم:زهراء جمال


حكاية من حكايات التأريخ المنسيّة!
زهراء جمال
جميعنا-من المفترض جميعنا-نكره الحروب
لأن الحروب لا تخلّف سوى القتلى و الدمار،
لكننا أحياناً مضطرون لخوضها دفاعاً عن أنفسنا و عن أراضينا،
الحروب تخلّف كثيراً من القتلى و الكثير من الدمار و بالتأكيد الكثير الكثير من المعاقين و المشرّدين !
هل فكرتكم يوماً أين هرب الأوربييون من جحيم الحرب العالميّة الثانية؟
-الحرب الأوسع و الأشرس و الأكثر دمويّة في التأريخ-و التي وضعت فيها الدول العظمى المتنازعة فيما بينها كل قدراتها العسكريّة و الاقتصاديّة و العلميّة و الصناعيّة و وصلت لحد اسقاط القنابل الذريّة التي راح ضحيتها 50-85 مليون إنسان!
إذ لم يبقَ شبر من بلدانهم عامر و لم يترك القصف فيها سقفاً على منزل!
في بداية سنة 1941 وصلت الحرب لذروة جحيمها فالقتلى أصبحوا بالملايين و في تزايدٍ مستمر كل يوم !
وصل العدد الكلي لللاجئين الأوربيين إلى 60 مليون لاجئ و معسكرات اللاجئين في بريطانيا لم تعد تتسع،
عندها فكرت بريطانيا في إقامة معسكرات في مناطق آمنة لاحتواء هذه الملايين المشرّدة!ولم تجد وقتذاك منطقة اكثر امنا من
"الشرق الأوسط"
نعم في هذا المكان قررت بريطانيا إقامة تلك المعسكرات!
و تحديداً في سوريا و إيران و مصر و فلسطين !
هرع الأوربييون لتلك المعسكرات بواسطة القوارب،
و هناك تم استقبالهم كأحسن ما يكون الاستقبال بواسطة العرب و المسلمين و لم يكتفوا بالمعسكرات ففتحوا لهم بيوتهم حتّى!
كان الأوربييون يتلقّون رعاية صحيّةً ممتازة و كانوا يحصلون على بطاقات شخصيّة من المخيّمات و المعسكرات التي أُقيمت في الشرق الأوسط تماماً على نقيض المعسكرات التي أُقيمت في بعض المناطق في بريطانيا فالصور في ذلك الحين توضّح الحالة المزرية لللاجئين في المعسكرات البريطانيّة فكانوا ينامون على القش مثلاً فضلاً عن اكتظاظها بأعداد كبيرة جداً !
من الجدير بالذكر أن أفضل مخيّم لللاجئيين اليونانيين كان في سوريا و أسوأ مخيّم لللاجئين السوريين بعد ان دارت رحى الزمن كان في اليونان !
أقول هذا الكلام دون أن أنسى أن الكثير من الأوربيين لا زالوا يشعرون بالعرفان و لم ينسهم ذلك التعتيم المقصود على هذه الصفحة المهمّة من التأريخ...
الصورة أدناه تُظهر إمرأة سورية تقدم الملابس لطفلة أوربية لاجئة في سوريا ..