كوفيد-19 كورونا بين الوهم والسيطرة والجنون بقلم:أحمد محمود سعيد
تاريخ النشر : 2020-03-25
كوفيد-19 كورونا بين الوهم والسيطرة والجنون بقلم:أحمد محمود سعيد


كوفيد-19 كورونا بين الوهم والسيطرة والجنون

إنّ ما يدور في معظم المواقع الفضائية أشبه ما يكون وكأن العالم مُخدّر ويعيش في غيبوبة لا احد يدري إلى متى تطول وهل يفيق من سباته الى حقيقة إستمرار وجوده ام يفقد ذاته وتتحّول الكرة الأرضيّة إلى جنّة ونار ليقترب يوم الحساب ويحصل كلّ فرد على نتيجته ويتساوى عندها البشر فلا رئيس ولا مرؤوس ويأخذ كل حقُّه كما وعد الله جلّ جلاله مخلوقاته ويستبدل البشر بغيرهم فكل الطرق بها اجهزة مراقبة السرعة إلا الطريق إلى الله مكتوب عليه وسارعو الى مغفرة من الله وجنة عرضها السموات والأرض فلنسرع في هذا الطريق ليرحمنا الله من آثار الكورونا  .

هذ الفيروس المتناهي في الصغر إستطاع هز شباك القوى العظمى باساطيلها وقواتها الحربية والبيولوجية والكيماوية والبرية والبحرية والجوية واصبحت الكرة الأرضية بما تملك خاشعة لحكم الله تعالى وتنتظر نهاية الطريق الذي يسلكه فيروس الكورونا إحدى مخلوقاته وتسير كباقي مخلوقاته بإرادته تعالى ونحن  المخلوقات التي على الأرض نسير بإرادته حيث خلقنا لنسبّح به تعالى ولكننا سرنا خلف الشيطان فارسل لنا أصغر خلقه ليعلّمنا درسا علّنا نتعظ ونعود الى الطريق الصحيح الى الخالق الذي منحنا كل شيئ وضرب لنا امثالا على قدرته كالبعوضة التي تسببت في قتل الملايين بسبب مرض الملاريا فدورة انتقال هذا المرض تأتي بدخول حيوان صغير الحجم في معدة نوع معين من هذا البعوض في مناطق من أفريقيا وآسيا وبعض الدول الأخرى وهذا الحيوان دقيق جداً لا يرى الملايين منه بالعين المجردة فيتكاثر هذا الحيوان داخل البعوضة وينشأ ملايين من أمثاله فتحمل هذه البعوضة ملايين من هذا الحيوان في أحشائها ولكن لا يصيبها بأذى وعندما تلدغ هذه البعوضة أي إنسان ينطلق هذا الحيوان داخل جدار الخرطوم وليس في التجويف ذاته ويدخل جسم الإنسان وبعدها يصاب الإنسان بما يسمى بمرض الملاريا, أفلا تستحق هذه الدابة الدراسة والأبحاث وأن يهتم بها العلم الحديث فماذا بعد ذلك يقول البعض، وكيف لهذه الدابة الصغيرة التي يحتقرها الناس استطاعت أن تقهر أقوى جيش بدباباته وطائراته ومعداته الحديثة الفتاكة، وهو جيش أمريكا عندما أرادت أن تحفر قناة في بنما وهي دولة تقع بين المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي فأرغمت هذه الدولة التي لاحول لها ولا قوة بالخضوع والموافقة وبدأ الجيش في العمل، ولكن الله سبحانه وتعالى أمر هذه الدابة بالتحرك فتحركت جيوش من البعوض تهاجم أعتى جيش فأصابته بالأمراض وهزمته بقدرة الواحد الأحد ومات عدد كبير من الجنود وفر الباقون وانسحب الجيش بمعداته وطائراته ولم يستطع حفر القناة إلا بعقد الاتفاقيات والمعاهدات مع بنما وحفرها أصحابها بأنفسهم .

وهكذا هو وباء الكورونا جاء بعد ان إستفحل الكفر والظلم بين بني البشر وإستطاع بقدرة الخالق ان يمدّ هذا الفيروس بالقوّة الرادعة للبشر في أعتى الدول المدجّجة بالأسلحة العسكريّة المادِّية والحيويّة الفتاكة وبالعلوم والتكنولوجيات وكأنها تقول يا أرض إركعي وليس عليك غيري فلا العظمة استطاعت ان تدّعي لأنه ها هو فيروس متناهي في الصغر يوقف النمو والتنمية ويغلق الأجواء والحدود في كل دول العالم على هذه الأرض حيث فتك هذا الوباء حتى الآن باكثر من ستة عشر الف قتيل واصاب حوالي اربعمائة الف إنسان وما زال بلا لقاح او دواء فعّال ليقضي عليه .

 وقد اعجبني كلام للمهندس ياسين الطراونة على موقع الكتروني بعنوان العالم في زمن الكورونا يقول فيه (نحن والعالم الثالث في هذا الزمن كمن يحضر عرسا ليس هو فيه من أهل العريس أو أهل العروس ويصاب بطلق طائش ويكون ضحية لمعركة شرسة بين أعلى مراحل الامبريالية وهي الطغمة المالية تلك التي تتاجر باسلوب نقد يولد نقد، وبين الراسمالية الصاعدة باطر اشتراكية والتي تتاجر باسلوب بضاعة..نقد ولا تقبل ان يكون النقد اوراقا مصورة على هيئة دولار, وتكون الضحية القارة العجوز (اوروبا) ساحة الحرب الدائرة بين القطبين، وحين يكون الاتفاق سيصحى العالم فجاءة على عقار متفق عليه واشياء اخرى خلف الكواليس ، وسيكون العالم ما بعد كورونا ليس عالم ما قبله)وتعقيب الدكتور  فلاح الدبك  تحت عنوان الحضارات والنظم في مرحلة الكورونا يقول ان الإحصائيات والتصريحات والاحداث تدل على ان الأزمة في بدايتها وأنها ستطول وعلى الدول المتضررة في أوروبا والعالم الثالث ان يستجمعوا اليوم قواهم ويلتحموا ويصطفوا مع شعوبهم وان يعملوا اليوم على تسخير جميع الإمكانيات الحكومية والشعبية والاستعداد لحرب طويلة الأمد من نوع جديد لم تعهده البشرية سابقا ,اما القوة الظلامية الرأسمالية والاشتراكية المزيفة في عباءة الرأسمالية فنظنها ستدفع بعضها بعضا الى الهاوية او ان احد الأقطاب سيحسم هذا الصراع لصالحه ويتسيد العالم ما بعد الأزمة .
وقد ينقلب السحر على الساحر ونكون امام تحالفات جديدة في العالم والمنطقة وامام ولادة نظم تشاركية جديدة عابرة للقارات والأديان والأحزاب بناءا على المواقف والمصالح بين الدول والأمم في مواجهة هذا الوباء والوضع العالمي المستجد .

وقد نشعر ان دول العالم تتصارع قواه الكبرى وابرز ما يمثلها الان الصين وامريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وايران وايطاليا وقد تلحقها الهند وروسيا واليابان وتركيا وغيرها من الدول التي تشعر بقوتها الوهمية علّها تحصل على نصيبها مع ان هذا مستبعد فيما هوواضح من العالم الملتهي بمحاربة فيروس متناهي بالصغر والذي يتكالب العالم على ايجاد دواء مبيد لقوته الفتّاكة لتفوز تلك الدولة المخترعة للدواء بالسباق وتكون لها ضمن الأولوية بالزعامة وقد تنتهي بعض الدول بالزعامة وتبقى بعضها في الأوهام بينما تقع دول اخرى في شرور افعالها وجنونها .

احمد محمود سعيد
عمّان – الأردن
24/3/2020