جرعة أمل نكاية بالكورونا بقلم:لبنى حشاش
تاريخ النشر : 2020-03-25
جرعة أمل نكاية بالكورونا بقلم:لبنى حشاش


جرعة امل .... نكاية بالكورونا 

غنوا للوطن فقالوا " انا الارض و الورد و الزيتون، انا العهد و الوعد وين ما يكون "

" انا زيتونة الها حكاية، عن وطن و شعب و حرية " 

اكتب اليوم نكاية بالكورونا، و خطوط الكمامات و علب الهايجين الفارغة، نعم نمر بأيام صعبة و شديدة و ايضا حاسمة، فسماع المؤذن و هو يقول " صلوا في رحالكم " كافية لتهز القلب و الوجدان، و رؤية ابواب المسجد النبوي و هي تغلق ايضا كافية لنفض الاجساد تحت التراب، لا صلاة و لا حج في بيوت الله و الله لانها من اعظم اهوال العصر الحديث، و لكن انها لغمة سوف تنجلي بأذن الله و قريبا ايضا  فرب العزة اعظم من أي اهوال و لن يأخذ عباده الصالحين بذنب من عاثوا بالارض فسادا.

الحروف مترنحة، و السطور تسير في تيار الدهشة، ولكن سنكتب و ننتصر على تيار القلم المتأرجح فوق السطور، و نعطي جرعات امل كافية لتجعلنا نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا.

اكتب الى اولئك الذين تركوا بيوتهم و اطفالهم و زوجاتهم و اهلهم ليلتقطوا لقمة العيش المغمسة بالقهر، و نحن من كنا نغبطهم بل و نحسدهم و نقول" و الله اسبوع عمل بالداخل احسن من راتب شهر بهالوظيفة"

نعم يا عزيزي اسبوع عمل في ارضنا بالداخل افضل من راتبي و راتبك شهر كامل ...ولكن لو خيرت ان تترك بيتك و اطفالك لشهرين كاملين في اجواء نسبة الاصابة فيها تصل الى اكثر من 90% هل تقبل؟؟ نعم هناك اجر مغري خلال الشهرين و لكن ايضا هناك خطر قابع ومحفوف بكل خطوة، غير ان هناك اطفال سيكبرون من القهر خلال هذين الشهرين و ستتغير ملامحهم في الغياب، وهناك والدين كبيرين بالعمر سيمر الشتاء و الربيع و ان شاء الله خطر الوباء ايضا و ابنهم يبيت بعيدا عنهم لا يعلمون ان كان في مكان امن ام لا.

تحية لكم ايها المناضلون من اجل لقمة العيش .. تحية لكفوف ايديكم الخشنة ك مبرد حديد في زمن القسوة. من هنا ادعو ربي ان يرجعكم سالمين وان يحالفكم الحظ و يقف معكم لتعودوا الى بيوتكم مطمئنين ، فالكتابة عنكم تشبه انتزاع رصاصة استقرت بين عظام الكتف ... مؤلمة للغاية.

اما رسالتي التالية فهي لاولئك الذين يتحدثون عن الصدقات عبر شبابيك " سياراتهم الفارهة " ومن لديه هوس التصوير في زمن الحاجة.

نحن الان محظورون ، محجورون ، و هناك كم من العائلات المتضررة التي لا تعد و لا تحصى، اصحاب القوت اليومي، من فقد وظيفته، من لديه عائلة كبيرة و لا يتوفر لديه ثمن الخبز، تفقدوا جيرانكم و اهلكم، بالمال او الطعام او الشراب او حتى الرعاية، تطفلوا قليلا لا بأس، فهناك الحاج و الحاجة الذين ليس لديهم من يعولهم و ربما لا يستطيعون قراءة التعليمات على علبة الدواء، و هناك اخيك او اختك من يتعفف و يتلفح بستار عزة نفسه كي لا يطلب ثمن علبة الحليب لطفله.

انفضوا عنكم غبار العنجهية و التكبر و اطرقوا تلك الابواب الصامتة، فأنها و الله لفرصة عظيمة بالتقرب الى الله ، في اوقات عصيبة كالتي نمر بها تظهر معادن الناس و تنكشف العلاقات الانسانية الاصيلة، يا خير امة اخرجت للناس.

اما رسالتي الاخيرة فهي رسالة فخر و اعتزاز اولا بالاطباء و التمريض و الطاقم الطبي والكادر الصحي كافة و من هم في خط الدفاع الاول. و ثانيا رسالة فخر و اعتزار برجال الامن و الامانة ومن حملوا ثقل الجبال على كاهلهم ، و الان و في زمن الكورونا اعيد ترتيب الهرم الذي كان منقلب بالسنين الاخيرة.

لم تعد الراقصة و المغني ومن يدعي الفن بالصفوف الاولى بالمجتمع بل لم يعد لهم وجود اصلا، اصبح العلماء و الاطباء في اعلى الهرم و يليهم  رجال السياسة  و القادة الحكيمين و الامن و الشرطة و ايضا الشعب الواعي و المتفهم و الملتزم.

لن ننسى قائدنا العظيم و فخامة الرئيس ابو مازن صاحب القرارات الحكيمة و الحنكة السياسية المتقدة، ولن ننسى رئيس الوزراء الدكتور الفخم محمد اشتية الذي لا ننفك نستمع لحديثه الشيق و قراراته الحكيمة،و الوزراء كل في موقعه و مكانه لم يقصروا ابدا في اداء الواجب و ان كان هناك تقصير فهو تقصير بالامكانيات لا بالعمل، محافظين المدن و اجراءاتهم الصارمة لهم منا كل تحية اجلال و اكبار وكل من حمل هم و عبء  الوطن على كاهله حتى اصغر فرد فينا لكم منا كل تحية و اجلال.

و الان و قد افرغت على مكتبي كل ما كان في جعبتي و جيوبي من الكلام، هنا من فلسطين الابية لن ندع الامل يمشي على عكازات ولن يصبح الفرح مشلولا ابدا بالمدن و القرى و المخيمات ، سوف نغرس بذور الامل و نشتري باقة من ورود حمراء جورية متماسكة لم تتأثر بشظايا القنابل و لا حتى الكورونا ، يحمر منها وجه الدم خجلا ...

حمانا الله و اياكم و ابعد عنا المرض و القهر و ابلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين باذن الله

و دمتم 

لبنى